"ما الوطن إلا حفنة من تراب عفن"، هكذا وصف المنظر الإخواني والقطب الأهم في الفكر المتطرف لدى جماعة الإخوان الإرهابية سيد قطب، الوطن، فالوطن ما هو إلا حدود على خرائط صنعها الاستعمار، ومن هذا المُنطلق يخطو التنظيم خطوات نحو هدم الأوطان المستقرة، والاستماتة لنشر الفوضى والعُنف.
تنظيم الإخوان تبنى منذ البداية أفكارًا متشددة يسعى من خلالها لدمار وحريق البلاد، ومنها أفكار سيد قطب التي تبنى فيها مفهومًا مبتدعًا سماه "الحاكمية" الذي برر من خلاله "تكفير" المجتمع المسلم، كما أن مواقف عداء التنظيم لمصر منذ التأسيس تشبعت من فكر البنا الذي رسخ "كره الوطن" برسائل اعتبرها الإخوان دستورًا ونهجًا يسيروا على دربه إلى الآن، والتي كان من بينها قوله: "يجب أن نصل إلى أستاذية العالم" وتلاعب البنا بالعقول حين قال بأن الوطن وسيلة وليس غاية، وهو أيضا ما فعله المرشد السابق "عاكف" في جملته الشهيرة "طظ في مصر"، ومن قبلها كلمته الشهيرة "الإخوان فوق الجميع"، وتصريحاته الأبرز التي أكدت عدم انتماء تلك الجماعة لمصر جاءت في حوار صحفي قبل سنوات من أحداث 25 يناير 2011، قال فيه إنه لا يرفض أن يحكم مصر شخص ماليزي، قائلا بالنص: " إيه يعنى لما يحكمنا واحد ماليزى".
الكاتب الكبير وحيد حامد، مؤلف مسلسل "الجماعة" والذي فضح كثير من عقائد الدمار والخراب لدى الجماعة، يرى أن مفهوم الوطن لدى الجماعة "مجرد غنيمة، وقتال من يرفض هذا الأمر حسب عقيدتهم الفاسدة أمر جائز شرعا" هذا الكلام جزء مما قاله وحيد حامد وهو أمر يعكس رؤيته، وهو ما يتفق مع ما ذكرته الكاتبة والمؤرخة لميس جابر بأن جماعة الإخوان هي التي ارتكبت حريق القاهرة في 1952، لخدمة الإنجليز، حيث كانت المواجهات على أشدها بالقنال في تلك الفترة، موضحة أنّ عناصر جماعة الإخوان هاجموا سينما ديانا في القاهرة، وأخرجوا شرائط الأفلام من السينما وحطموا المقاعد، وهمُّوا بإحراقها.
وأكدت "جابر" أحد العناصر المعتدية شاهد كازينو احكي يا شهر زاد في الجهة المقابلة، فصرخ في وجه زملائهم وقال لهم نصا «الفسق والفجور هنا»، ثم هاجموا الكازينو، ولفتت إلى أن أصحاب دور السينما كانوا يستعينون ببعض الأشخاص لحمايتها من أي اعتداء، ناقلة عن شهود عيان أن عربات تابعة لحزب مصر الفتاة الذي كان مقربا من جماعة الإخوان، كان يتجول في العاصمة، ويوزع المولوتوف لارتكاب الحريق.
وكذلك أكد القيادي الإخوانى المنشق ثروت للخرباوي، قيام الجماعة بحريق القاهرة، وكشف أن الأوامر جاءت إلى جماعة الإخوان بحريق القاهرة لاسيما أن اليوم السابق لحريق القاهرة بالتحديد في 25 يناير 1952 شهد قيام مجموعة من الجيش البريطاني بقوام 30 ألف جندي بريطاني باقتحام مبني محافظة الإسماعيلية ووقف الضباط المصريين بكل قوة وشجاعة بالدفاع عن المحافظة ومواقعهم بالأسلحة الخفيفة وقام الجيش البريطاني بارتكاب جريمة ضد الإنسانية بعد قتل 50 ضابط مصري في هذا اليوم وهو يوم عيد الشرطة.
كما أن تحقيقات حادث "حريق القاهرة" عام 1952، التى تمت مع إبراهيم شكرى رئيس حزب مصر الفتاة تكشف تلميحاته الكثيرة لكون الإخوان المسلمين تورطوا فى هذا حريق القاهرة وكان لهم دور واضح أكده بعد ذلك عبد المحسن حمودة وكيل الطليعة الوفدية خلال حقبة الأربعينيات من القرن الماضى.
عقيدة الإخوان منذ يومها الأول وحتى ثورة 30 يونيو كانت عنوانها الدم والتخريب والدمار، فالجماعة الإرهابية لا تتوقف على التهديدات أو إثارة الفوضى والشغب وتهديد مؤسسات الدولة، بل وضعت أيدي قيادات وعناصر الجماعة في بحار من الدم، حيث نفذت الجماعة عمليات اغتيال موسعة لكبار رجال الدولة، ولكل من يُخالفهم الرأي والفكر ومن يحاول عرقلة جرائمهم وإعاقة وصولهم للحكم لتنفيذ أجندات من شأنها الإضرار بمصلحة مصر وشعبها.
وتكريسا لمفهوم الحرق، تبدو العمليات الإرهابية التىي قامت بها الجماعة في السنوات الأخيرة، عنوانها حرق مصر، ومن أبرز تلك الجرائم:
حرق حديقة الأورمان: فى الرابع عشر من أغسطس 2013، الموافق يوم الفض عملت عناصر الجماعة الإرهابية إلى اشعال النار فى حديقة الأورمان على خلفية تجمعهم فى ميدان النهضة.
إشعال النيران فى مبنى وزارة المالية: فى الرابع عشر من أغسطس 2013، أشعلت عناصر الجماعة الإرهابية النيران فى مبنى وزارة المالية.
حرق مقر الأمن الوطنى بالشرقية: فى الرابع عشر من أغسطس 2013، قام عناصر الجماعة الإرهابية بحرق مقر الأمن الوطنى بالشرقية.
اقتحام مبنى نيابة ومحكمة بنى سويف: فى الرابع عشر من أغسطس 2013، عمد عناصر الجماعة الإرهابية إلى اقتحام مبنى نيابة ومحكمة بنى سويف.
حرق قسم شرطة الوراق: فى الرابع عشر من أغسطس 2013، أشعل عناصر الجماعة الإرهابية النار فى قسم شرطة الوراق، ما أسفر عن إتلاف مبنى القسم.
حرق قسم شرطة كرداسة والتمثيل بجثث الضباط: فى الرابع عشر من أغسطس 2013، اقتحم عناصر الجماعة الإرهابية قسم شرطة كرداسة، ما أسفر عن قتل مأمور القسم ونائبة ونحو 12 ضابطا وفرد شرطة وإتلاف مبنى القسم، وحرق عدد من سيارات ومدرعات الشرطة.
إطلاق النار على قوات الشرطة والجيش فى منطقة رمسيس: فى السابع عشر من أغسطس 2013، استمر عنف الإخوان فى محيط مسجد الفتح بمنطقة رمسيس، بعد اعتلاء عدد من عناصرها مئذنة المسجد وأطلاق الأعيرة النارية على قوات الجيش والشرطة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة