"الإيموبيليا"، كان يُقال في زمن الثلاثينات، أنها هرم مصر الرابع، العمارة لها تاريخ وتراث عمره 100 سنة ونستعرض لكم قصه أضخم عماره في مصر، عمارة الأشباح، العمارة التي حدثت بها العديد من جرائم القتل التي يكون فاعلها دائمًا مجهول.
تم البدأ في بناءها عام 40 تكلفت مليون و200 ألف جنيه مصري في وقتها, يوجد بها 370 شقة، صممها المهندسين المعماريين "ماكس أذرعى"، و"جاستون روسى"، تقع عند نقطة التقاء شارعي شريف وقصر النيل.
بناها أحمد باشا عبود، أغنى أغنياء مصر، كانت تقدر ثروته ب 30 مليون دولار أمريكي في الثلاثينات، وكان رئيس النادي الأهلي لمدة 15 عامًا، وكان يجتمع بالاعبين في مدخل العمارة الذي تتوسطه حديقة كان فيها نافورة وكان يسكن في إحدى شققها بالطابق الثاني وفي نفس الطابق كان هناك مكتب لإدارة شركاته.
حكاية العمارة
تسابقت في بنائها عدة شركات حيث طرح مشروع تشييدها في مسابقة معمارية عالمية, وتقدم لهذا المشروع أكثر من 13 متسابقاً وشركة, وتمت دراسة المشاريع لأكثر من شهر كامل ومنحت الجائزة الأولى "لماكس أذرعي" و"جاستون روسي", بلغت قيمتها 600 جنيه أما الجائزة الثانية فكانت للمهندس "أنطوان نحاس".
بدأ العمل فى إنشاء العمارة سنة 1938م, مساحتها 5444 متراً مربعاً كما تعد أول عمارة تأخذ الشكل الانسيابي وتتجرد من التفاصيل الزخرفية الكلاسيكية التي كانت تتمتع بها المباني في ذلك الوقت، وقد أطلق عليها هرم مصر الرابع, تم تصميم "الايموبيليا" على شكل برجين على حرف "uu" وكل برج منهما له ثلاثة مداخل عمومية للسكان، و27 أسانسير، تتكون العمارة من برجين أحدهما بحري ويتكون من 11 طابق، والآخر قبلي ويرتفع ل 13 طابق ويضم كل برج 370 شقة، يوجد بها 27 مصعد كانت تقسم إلى ثلاث فئات «بريمو» للسكان و«سوكندو» للخدم، وآخر للأثاث .
مميزات العماره
تتميز بأربع واجهات وكانت أول عمارة بها جراج تحت الأرض يسع حوالي مئة سيارة, بالإضافة إلى نظام تدفئة خاص حيث كان يتم وضع نفايات الشقق في مواسير ضخمة تصل إلى بدروم العمارة, كانت تحرق وتمد كافة الشقق بوسائل تدفئة عبر مجموعة مواسير ضخمة موجودة حتى الآن, لكن النظام نفسه توقف أما عملية التنظيف فكانت تتم عن طريق عربات المطافئ التي كانت تقوم بغسلها مرتين في الشهر للحفاظ على جمالها ورونقها.
عمارة لايسكنها أحد
رغم فخامة البناية فلم يتقدم أحد للسكن بها، وكان السبب الرئيسي أن تكاليف الإقامة بعمارة الإيموبيليا باهظة جدًا، وقد تراوح الإيجار حسب مساحة الشقة من 6 إلى 9 إلى 12 جنيهاً وهي مبالغ كانت عالية في تلك الفترة، فكان لا يتجاوز سعر إيجار شقة بمساحة 140 مترا جنيهين أو ثلاثة في ذلك الوقت، ولجأ ملاك العمارة إلى نشر مجموعة من الإعلانات في بعض الصحف المصرية والأجنبية لتشجيع الناس على السكن بها، من خلال التركيز على عدد المصاعد الموجود بها وميزة تقسيمها، كما تناول الإعلان قوة أساسات البناية التي لا تؤثر فيها الهزات الأرضية وبالإضافة إلى ذلك فقد تم تقديم عرض يتضمن إعفاء الساكن من دفع إيجار العمارة لمدة ثلاثة شهور تبدأ من لحظة توقيع عقد وبسبب هذه الدعاية قام معظم أهل الفن والمشاهير بتأجير الشقق بها.
شهرت الإيموبيليا حتى الآن:-
تعتبر عمارة إيموبيليا واحدة من أضخم وأشهر عمارات القاهرة، كانت مقراً لمشاهير السياسة والاقتصاد والفن والرياضة، لكي تصبح شاهداً على تاريخ من الزمن الجميل، فمن أشهر سكان العمارة:-
1_ "نجيب الريحاني" في الطابق الثالث شقة رقم 321 والتي أغلقتها ابنته منذ رحيله.
2- "محمد عبد الوهاب" في الشقة المجاورة لشقة الريحاني الذي أقنعه بترك العباسية والسكن بجواره في العمارة التي ظل بها عبد الوهاب حتى آخر الثمانينيات قبل انتقاله للزمالك.
3_ وكانت شقة الفنانة اليهودية "كاميليا الشهيرة" بجوار شقة أنور وجدي وليلى مراد بالطابق الحادي عشر.
4- وفي الطابق الثالث شقة 311 كان يسكن المطرب الشهير "عبد العزيز محمود" وما زالت الشقة تحمل يافطة افلام عبد العزيز محمود وتملكها ابنته.
5_ وكان الفنان "محمد فوزى" في الطابق السابع مع زوجته "هداية" ملكة جمال المعادي ويملكها الآن ابنه الدكتور منير بعد وفاة والدته التي كانت تزورها باستمرار الفنانة "مديحة يسري" الزوجة السابقة لمحمد فوزي.
6- يسكن العمارة الملحن "كمال الطويل".
7- الفنانة "ماجدة".
8- "محمود المليجي" مع زوجته الفنانة "علوية جميل".
9- الفنان والمخرج "محمود ذو الفقار".
10- المخرج الكبير "هنري بركات".
11- وفي الطابق الحادي عشر كان يسكنان "أنور وجدي وزوجته ليلى مراد" في الشقة التي أشهرت بها شركه الإنتاج الخاصه بهم.
و المخرج "كمال الشيخ" والفنانة "أسمهان" والفنان "أحمد سالم" والمنتجة "آسيا داغر" حيث كانت شركة انتاجها بها, ومن الأدباء "توفيق الحكيم", ففي مصعد "عمارة الايموبيليا", كانت بداية التفكير فى فيلم " غزل البنات ".
وكان يسكنها شخصيات سياسية كثيرة مثل: "إسماعيل باشا" و"ابن عم الملك فاروق" و"رئيس وزراء مصر وقتها".
العمارة حاليًا مليئة بالعديد من لوحات المكاتب التي كانت بالعمارة، مثل: "لوحة لشركة إنتاج الفنان محمد فوزي باسم أفلام محمد فوزي، وشركة نيو سينشري، وبها مكتب نقيب المحاميين أحمد الخواجة من 1966، وغيرها من أسماء الشركات التي كانت معروفة ومشهورة زمان ولكنها اختفت حاليًا".