اختيارات تعكس اتجاهات ورؤي للقضايا والملفات الكبري أقدم عليها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لرموز إدارته الجديدة والتي ستتولي مهامها رسمياً بحلول 20 يناير المقبل، فما بين اختيار شبه نهائي لحقيبة الخارجية، وإعلان أسماء وزير الدفاع ومستشار الأمن القومي ومبعوث الشرق الأوسط ومدير الاستخبارات المركزية وغيرهم من الأسماء، يمكن للمتابع للشأن الأمريكي رسم سيناريوهات مبكرة لاتجاهات ولاية ترامب الثانية.
مستثمر عقارى يطرق أبواب الشرق الأوسط بـ"الصفقات الكبرى"
وخلال أسبوع واحد من فوزه فى انتخابات الرئاسة الأمريكية استطاع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب اختيار المناصب الرئيسية في إدارته، وبمقدمتهم ستيفن ويتكوف، المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط الجديد، والذي يعد من أبرز المستثمرين العقاريين داخل الولايات المتحدة، ومن أكبر المتبرعين لحملة ترامب الانتخابية.
ويعكس الاختيار اتجاه ترامب بقوة لعقد صفقات في المنطقة من شأنها تفكيك الأزمات القائمة وخفض التوتر لأقصي درجة تمهيداً لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان والدفع نحو استئناف جديد لعملية السلام ، وذلك دون التخلي بطبيعة الحال عن دعم إسرائيل، والذي كان محوراً رئيسياً لبرنامج ترامب ووعوده الانتخابية.
وبعد اختياره، قال ترامب إن ويتكوف "رجل عظيم وقائد محترم في مجال الأعمال والأعمال الخيرية، وسيكون صوتاً لا يلين للسلام".
وخلال الأشهر القليلة الماضية، حشد ويتكوف مجتمع رجال الأعمال الأمريكيين اليهود لتوجيه دعمهم لصالح ترامب ، خاصة بعدما أوقف الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن شحنة أسلحة كانت في طريقها لإسرائيل كإحدى المحاولات القليلة من بايدن لفرض وقف إطلاق النار في غزة.
مايك هاكابي .. سفير جديد لـ"تل أبيب" لا يرى إسرائيل دولة احتلال
وتعكس اختيارات ترامب نواياه بعدم التخلي عن إسرائيل وتقديم دعم غير مشروط لتل أبيب ، حيث استقر كذلك على اختيار مايك هاكابى، حاكم أركنساس السابق سفيراً جديداً لتل أبيب، وهو ما أثار حالة من الارتياح في الحكومة الإسرائيلية والدوائر المقربة من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وفقا لشبكة سي ان ان، عمل هاكابي، وهو مسيحي إنجيلي، مؤيدًا صريحًا لإسرائيل طوال حياته السياسية كمضيف لبرنامج تلفزيوني أسبوعي على قناة فوكس نيوز لمدة ست سنوات، انتهت في عام 2015، وأشار هاكابي في مقابلة أجريت معه عام 2017 مع شبكة سي إن إن، إلى أن الضفة الغربية بأسمائها التوراتية، يهودا والسامرة، "لا يوجد شيء اسمه احتلال".
وأثار إعلان ترامب عن الترشيح إشادة فورية من كبار المسؤولين الإسرائيليين، ولكن من المرجح أن يتعرض لانتقادات شديدة من الفلسطينيين، الذين أساء هاكابي إلى قضيتهم القومية في الماضي.
وقال ترامب في بيان: "إنه يحب إسرائيل وشعب إسرائيل، وعلى نحو مماثل، يحبه شعب إسرائيل. سيعمل مايك بلا كلل لإحلال السلام في الشرق الأوسط!"، وسبق أن انتقد هاكابي الرئيس جو بايدن لضغطه على إسرائيل لتخفيف سلوكها في حرب غزة وعارض دعوات الإدارة الديمقراطية الحالية لوقف إطلاق النار هناك.
وقال في مقابلة على نيوزناشين مارس الماضي: "إذا كان الشخص مؤيدًا لإسرائيل، فكيف يمكنك أن تكون مؤيدًا لبايدن؟ لأن إدارة بايدن أوضحت تمامًا أنها ستقدم تنازلات لحماس"
وفور اختيار هاكابى، كتب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على X: "أتطلع إلى العمل معك لتعزيز الروابط بين شعبينا. بصفتك صديقًا قديمًا لإسرائيل وعاصمتنا الأبدية القدس - آمل أن تشعر وكأنك في وطنك".
مايكل والتز وماركو روبيو .. صدامات في طريق الصين وقيود جديدة ضد إيران
وفى الخطوط الأمامية للسياسة الخارجية في إدارة ترامب، يقترب الرئيس المنتخب من إسناد وزارة الخارجية إلى ماركو روبيو وهو من أبرز الساسة الأمريكيين تشدداً في ملف العلاقات مع الصين، ويري ضرورة لتشديد العقوبات الأمريكية على إيران. وشغل سابقا منصب الرئيس المشارك للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، تتوافق أراء روبيو مع ترامب فيما يخص الملفات الخارجية كإيران والصين، وكذلك يرى أن انهاء الحرب الأوكرانية بأي ثمن وأي طريقة أمراً حتمياً.
وبخلاف روبيو، اختار ترامب كذلك مايك والتز الذي يعدّ أيضا من "الصقور"، وهو نائب عن فلوريدا وعنصر سابق في القوات الخاصة، مستشارا للأمن القومي.
ويري والتز الذى خدم في أفغانستان خلال مسيرة استمرت 27 عاماً بالجيش الأمريكي ، ضرورة ملحة لإنهاء حرب أوكرانيا، حيث قال في تصريحات سابقة لـ"CNN": هناك طرق عدة لإنهاء الحرب.. يمكننا القيام بذلك اقتصاديا، ويمكننا القيام بذلك دبلوماسيا".
وسبق أن خدم والتز في الحرس الوطني برتبة عقيد ، ويرى أن "النشاط الصيني في آسيا والمحيط الهادى" يجب مواجهته، وأكد مراراً على حاجة الولايات المتحدة إلى أن تكون الولايات المتحدة مستعدة لصراع محتمل في المنطقة.
وبخلاف الأسماء المنوط بها التعامل مع ملفات السياسة الخارجية ، أعلن ترامب كذلك ترشيح بيت هيجسيث الضابط السابق في الحرس الوطني الأمريكي ومقدم البرامج في شبكة "فوكس نيوز"، لتولي منصب وزير الدفاع في إدارته المقبلة، وذلك بعد مسيرة طويلة من الحروب أبرزها العراق وأفغانستان ، حيث يعد هيجسيث من المحاربين القدامى وسبق له خوض الانتخابات بولاية مينيسوتا أملاً في دخول مجلس الشيوخ عام 2012، إلا أنه فشل.
وقال ترامب في بيان إنه "مع قيادة بيت، سيأخذ أعداء أمريكا حذرهم.. جيشنا سيكون عظيما مرة أخرى، وأمريكا لن تتراجع أبدا".
وكلف الرئيس الأمريكي النائب السابق جون راتكليف لرئاسة وكالة الاستخبارات المركزية "CIA"، قائلاً: "سيكون مقاتلا شجاعا في الدفاع عن الحقوق الدستورية لكل الأمريكيين، وسيضمن أعلى مستويات الأمن القومى، والسلام من خلال القوة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة