أحرز الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، تقدما فى ملف الحرب الأوكرانية وذلك حتى قبل استلامه زمام حكم الولايات المتحدة، بعد حفل التنصيب فى 25 يناير المقبل، إذ قال الرئيس الأوكرانى، فولوديمير زيلينسكى أن حرب روسيا ضد بلاده "ستنتهى عاجلاً" بعد تولى دونالد ترامب، منصب رئيس الولايات المتحدة العام المقبل، فى الوقت الذى بدأ فيه قادة أوروبا فى التحدث مباشرة للرئيس الروسى فلاديمير بوتين لأول مرة منذ الحرب.
وقال الرئيس الأوكرانى فى مقابلة مع مؤسسة سوسبيلن الإعلامية الأوكرانية الجمعة: "من المؤكد أن الحرب ستنتهى عاجلاً بسياسات الفريق الذى سيقود البيت الأبيض الآن. هذا هو نهجهم ووعدهم لمواطنيهم".
وأضاف زيلينسكى إنه أجرى "تبادلاً بناءً" مع ترامب خلال محادثتهما الهاتفية بعد فوزه فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وأضاف: "لم أسمع أى شيء يتعارض مع موقفنا".
وفى حديثه فى منتجع مار إيه لاجو بولاية فلوريدا، قال ترامب: "سنعمل بجدية شديدة على روسيا وأوكرانيا. يجب أن تتوقف".
وقال ترامب باستمرار أن أولويته هى إنهاء الحرب ووقف ما يقول إنه استنزاف للموارد الأمريكية، فى شكل مساعدات عسكرية لأوكرانيا.
وأضاف أن أوكرانيا "يجب أن تفعل كل شيء حتى تنتهى هذه الحرب العام المقبل، وتنتهى من خلال الوسائل الدبلوماسية".
وقال زيلينسكى أن الوضع فى ساحة المعركة صعب، مع إحراز القوات الروسية تقدما. وقال أن التشريع الأمريكى لا يسمح له بلقاء ترامب إلا بعد تنصيبه فى يناير.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" أن علاقة ترامب وزيلينسكى لطالما كانت مضطربة. تم عزل ترامب فى عام 2019 بسبب اتهامات من بينها بأنه ضغط على زيلينسكى لاستخراج معلومات ضارة عن عائلة بايدن.
على الرغم من سنوات من الخلافات، أصر ترامب على أنه كان لديه علاقة جيدة جدًا مع زيلينسكى.
عندما التقى الثنائى فى نيويورك فى سبتمبر، قال ترامب إنه "تعلم الكثير" من الاجتماع وقال إنه سيعمل على حل الحرب "بسرعة كبيرة".
لم يكشف ترامب بعد عن الكيفية التى ينوى بها إنهاء الحرب.
واتهمه خصومه الديمقراطيون بالتقرب من الرئيس الروسى فلاديمير بوتن، ويقولون أن نهجه فى الحرب يرقى إلى مستوى استسلام أوكرانيا، وهو ما من شأنه أن يعرض أوروبا بأكملها للخطر.
ومن جانبه، قال المستشار الألمانى أولاف شولتز أن دونالد ترامب كان يتبنى "موقفا أكثر دقة مما يفترض فى كثير من الأحيان" بشأن أوكرانيا.
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن إعادة انتخاب ترامب فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية أثارت مخاوف من أنه قد يسحب دعم واشنطن الكبير لأوكرانيا بمجرد عودته إلى البيت الأبيض. وقال شولتز، الذى تحدث مع ترامب عبر الهاتف يوم الأحد، لصحيفة زود دويتشه تسايتونج الجمعة أن مكالمته مع الرئيس المنتخب كانت "محادثة مفصلة وجيدة للغاية ربما بشكل مفاجئ".
وردا على سؤال من الصحيفة عما إذا كان ترامب سيعقد صفقة فوق رأس الأوكرانيين، قال شولتز أن ترامب "لم يعط أى إشارة" إلى أنه سيفعل. وقال شولتز أن ألمانيا من جانبها لن تقبل "السلام بالإملاء".
وحث أولاف شولتز فلاديمير بوتين، الرئيس الروسى، على سحب القوات الروسية من أوكرانيا والبدء فى محادثات مع كييف من شأنها أن تفتح الطريق أمام "سلام عادل ودائم"، فى أول محادثة هاتفية بين الزعيمين منذ ما يقرب من عامين.
وقال الكرملين أن المحادثة التى جرت الجمعة جاءت بناء على طلب برلين، وأن بوتين أبلغ شولتز بأن أى اتفاق لإنهاء الحرب فى أوكرانيا يجب أن يأخذ فى الاعتبار المصالح الأمنية الروسية ويعكس "الحقائق الإقليمية الجديدة". وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية أن شولتز "شدد على تصميم ألمانيا الدؤوب على دعم أوكرانيا فى دفاعها ضد العدوان الروسى طالما كان ذلك ضروريا".
انتقد فولوديمير زيلينسكى المكالمة الهاتفية بين أولاف شولتز وفلاديمير بوتين على الفور، وقال إنها فتحت "صندوق باندورا" من خلال تقويض الجهود الرامية إلى عزل الزعيم الروسى. وقال زيلينسكى فى خطابه المسائي: "الآن قد تكون هناك محادثات أخرى ومكالمات أخرى. مجرد الكثير من الكلمات". "وهذا هو بالضبط ما أراده بوتين منذ فترة طويلة: من المهم للغاية بالنسبة له أن يضعف عزلته وأن يجرى مفاوضات عادية". ووفقًا لرويترز، حذر زيلينسكى ومسئولون أوروبيون آخرون شولتز من هذه الخطوة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة