يُعتبر طريق العائلة المقدسة أحد أبرز المعالم السياحية والتاريخية في محافظة شمال سيناء، حيث يحمل بين طياته إرثًا دينيًا وتاريخيًا فريدًا. هذا الطريق الذي يمتد بمحاذاة البحر المتوسط، شهد مرور السيدة مريم العذراء والسيد المسيح ويوسف النجار خلال رحلتهم التاريخية هربًا من اضطهاد هيرودوس، حاكم بيت المقدس، في بداية القرن الأول الميلادي.
وفقًا للبيانات الرسمية لمحافظة شمال سيناء، يضم مسار العائلة المقدسة 25 نقطة رئيسية تمتد لمسافة 3500 كيلومتر ذهابًا وعودة، تبدأ من سيناء وصولًا إلى أسيوط. وقد حلت العائلة المقدسة في مواقع تحمل آثارًا مميزة، تشمل كنائس وأديرة وآبار مياه، بالإضافة إلى أيقونات قبطية تشير إلى مرورها.
بدأت الرحلة من مدينة رفح في الشمال الشرقي لمصر، ثم انتقلت إلى الفرما (بين العريش وبورسعيد حاليًا). بعدها، سارت العائلة عبر إقليم الدلتا، مارّةً بـ سخا في كفر الشيخ، وتل بسطا في الشرقية، وسمنود بالغربية. ومن هناك، واصلت إلى وادي النطرون في الصحراء الغربية، حيث الأديرة الشهيرة مثل دير الأنبا بيشوي ودير السيدة العذراء "السريان".
وفي طريقها، مرت العائلة المقدسة بـ مسطرد والمطرية، حيث توجد شجرة مريم الشهيرة. ثم انتقلت إلى مناطق مصر القديمة، مرورًا بكنيسة أبو سرجة وسط مجمع الأديان، ثم كنيسة المعادي، التي تعد نقطة عبور العائلة المقدسة لنهر النيل، حيث ظهرت صفحة من الكتاب المقدس على سطح المياه.
استمرت الرحلة حتى وصلت إلى صعيد مصر، متوقفة في جبل الطير بالمنيا، وأخيرًا إلى دير المحرق في أسيوط، الذي يُقال إن السيد المسيح دشن أول كنيسة فيه بيده، قبل أن تختتم رحلتها في مغارة درنكة.
تشارك محافظة شمال سيناء في المشروع القومي لإحياء مسار العائلة المقدسة، الذي يُعد مشروعًا سياحيًا وعمرانيًا ضخمًا، حيث يُصنف كأطول مسار ديني داخل دولة واحدة. يبلغ طول المسار 3500 كيلومتر ويشمل 25 نقطة رئيسية مرّت بها العائلة.
وفي إطار تطوير منطقة الفرما الأثرية، تقوم الدولة بتنفيذ أعمال شاملة لتأهيل البنية التحتية، مثل رصف الطرق وإضاءتها، وتشجير المناطق المحيطة، وتوفير المياه العذبة، إضافة إلى إنشاء لوحات إرشادية، مظلات، وكراسي لاستراحة الزوار. كما يجري العمل على إقامة متحف ومركز للزوار يحتوي على قاعة محاضرات، عروض مرئية، وصور توثق التراث الأثري والطبيعي.
يتضمن المشروع أيضًا إنشاء مركز للحرف اليدوية يعرض منتجات السكان المحليين مثل أعمال تطريز الثوب البدوي، صناعة الكليم، منتجات سعف النخيل، وتجفيف البلح. كما تم ربط المنطقة بمسار مائي عبر بحيرة البردويل ومنطقة خدمات فندقية على البحر لتشجيع السياحة.
تُبرز رحلة العائلة المقدسة مكانة مصر كملاذ للأمان والسلام، حيث هربت العائلة من اضطهاد هيرودوس الذي كان قد أصدر أوامر بقتل الأطفال. بدأت الرحلة من بيت لحم بفلسطين إلى غزة، ومنها إلى محمية الزرانيق (الفلوسيات) غرب العريش على بُعد 37 كيلومترًا. ثم دخلت مصر عبر الناحية الشمالية عند الفرما.
يُعزز مشروع إحياء طريق العائلة المقدسة من مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية. ويعكس هذا المسار، الذي استغرقت الرحلة فيه نحو 47 شهرًا، الغنى الثقافي والديني لمصر، مما يجعله محطة جذب للحجاج المسيحيين من جميع أنحاء العالم.
اثار الفرم الباقية
طرق بالفرما
طريق العائله المقدسة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة