خلطة الجنون والموت.. المخدرات المخلقة مأساة تقتل مدمنها فى جسد حى.. أطباء: الأيس والشابو والمشروم مكونات سامة تتلف خلايا المخ.. أضرارها تصل للسرطان وتؤثر على الإنجاب.. والهلاوس والضلالات عرض ينتهى بفقدان العقل

الأربعاء، 04 ديسمبر 2024 03:10 م
خلطة الجنون والموت.. المخدرات المخلقة مأساة تقتل مدمنها فى جسد حى.. أطباء: الأيس والشابو والمشروم مكونات سامة تتلف خلايا المخ.. أضرارها تصل للسرطان وتؤثر على الإنجاب.. والهلاوس والضلالات عرض ينتهى بفقدان العقل اكتئاب ـ تعبيرية
مروة محمود إلياس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ابنى المدمن وحش شرس أراد قتلى
 

مخدرات بير السلم كوكتيل الموت المحقق
 

الماشروم.. من الهلوسة لتلف المخ.. المخدر فى الشيكولاتة
 

الشابو والكريستال.. وجهان للسكتات وللموت السريع
 

الاستروكس طريقان.. ميت فى جسد حى.. أو قاتل مقدم على جريمة
 

يتخبط لا يعرف كيف التصرف، عيونه الذابلة الدامعة تبحث فى أرجاء المنزل عن أى شئ ثمين، لمح فى درج المكتب نقودا قد وضعتها أمه لدرس الكيمياء، يسرقها، يفتح باب المنزل مسرعا، ليحتضن سريعا جرعته التى ينالها بالذل من «الديلر»، الذى طالما كان مدينا له بالنقود، فالكيف «ذل» لا نقود تكفيه، ولا صحة يمكنها الصمود أمامه!

 

ابنى المدمن وحش شرس أراد قتلى

ليس مشهدا سينمائيا، هى حالة طفل يبلغ من العمر 14 عاما، لا يمكن وصفه بالشاب فهو ما زال يتخبط فى مراهقته الجديدة، وأولى علامات التمرد كانت تجربة «الحشيش» مع أصدقائه، حتى اكتشفت والدته ذلك، التى قالت «بعد أن كان متفوقا متميزا خجولا، أصبح ابنى وحشا شرسا، حتى وصل الأمر لتطاوله على، مستخدما آله حادة راغبا فى قتلى عندما رغبت فى علاجه»، فماذا يا ترى المستقبل الذى يمكن أن ينتظر «م.ك» هذا المراهق المدمن، الذى أصبح مدمنا لأكثر من نوع من المخدر!

العقل زينة.. أتلفتها المخدرات
 

زينة الشاب «العقل»، إذا ذهب، ذهبت هيبته وضاعت شخصيته، وأشرف على الجنون، وأصبح سهلا التحكم فيه، أصعب الحروب تلك التى تعتمد على قتلك بالبطىء، تموت فيها يوميا وأنت تحيا فى جسدك، تقتل همتك وروحك وصحتك، وتتركك بلا فائدة وقيمة، هكذا هى «المخدرات» سم العصر، سرطان الشباب، الذى ينخر فيهم ويقتلهم رويدا رويدا.

تطور المخدرات.. واقتراب الموت
 

يوميا تستحدث أنواع جديدة من المخدرات، العاكفون على تدمير الشباب يبحثون دائما عن نوع جديد يدمر أكثر، وبشكل أعمق وأسرع، العودة منه نادرة، ففى مراحل المخدرات الأولى كان البانجو والحشيش هى الأنواع السائدة، كانت تسبب الكثير من الخمول الحاد والرغبة فى النوم، مع اتلاف الأعصاب كان الشاب يواجه ضلالات وهلاوس، كشعوره بالخيانة والعار والضعف.

أما المراحل الأخرى، فهى أشد فتكا، تلك التى نعيشها الآن، فالمخدرات تطورت وأصبحت تخليقية، أو «تركيبة» كما يطلق الشارع عليها، تطحن فيها أنواع معروفة من الأدوية، وأخرى مجهولة، والكثير من المواد السامة، لتنتج «موتا» محققا، وإدمانا سريعا، أشهر تلك الأنواع حاليا هى الشابو، الآيس، الكريستال، الماشروم، ومخدر الاغتصاب الشهير.

الموت فى الطرقات
 

فى الشارع يرقد يتلوى، حوله أصدقائه والمارة لا يمكنهم مساعدته، سواد العيون اختفى، عيناه أصبحت بيضاء كالثلج، يتلوى ويعوى بأصوات غريبة، يمسك ببطنه ويمد يده وهو راقد على الأرض، يتحرك ببطء شديد، وفجأة يلفظ أنفاسه أمام عائلته، التى ينظر أفرادها بحزن وصراخ وعويل، فهو شاب لم يتخط العشرين من عمره، كان قد تناول جرعته من مخدر الشابو، الذى بدأ فى تعاطيه مؤخرا، ولم يسلم منه وأسلم روحه.

هنا الزومبى
 

الزومبى، تلك الحالة التى أصبحت تعيش بيننا فعليا، بعد أن كان مجرد خيال فى الأفلام السينمائية، هكذا وصف الدكتور عادل سلطان أستاذ أمراض الأعصاب بطب قصر العينى المدمنين، مضيفا لـ«اليوم السابع» أن المخدرات المخلقة، تلك التى تعتمد بالدرجة الأولى على خلط القليل من المخدر، مع الأعشاب، على الكثير من الأقراص التى تختلف وتتنوع، بين أدوية الإثارة والفياجرا وأدوية الهلوسة والتخدير وغيرها، وبعد المواد السمية، لتنتج لنا «كوكتيل» من الموت المحقق والإدمان السريع.

كوكتيل الموت المحقق
 

هذا الكوكتيل –حسب وصف سلطان – عبارة عن مواد مركزة بسمية عالية للغاية، تستهدف مباشرة نواقل المخ العصبية، تدمر فصوص المخ، وتشل حركة الجسم، تسبب ضبابية الدماغ، تعجز متعاطيها عن التمييز، يفقد كل قدراته العقلية والحسية والإدراكية، فهو «زومبى» يتحرك بالبطىء، ولا يعى من الدنيا شيئا، خطورة تلك المخدرات فى سرعة إدمانها، فخلال أيام يمكن لمتناولها أن يصبح «مدمنا معتمدا» عليها، لا يمكنه الاستغناء عنها، بدرجة أكبر بكثير من المخدرات غير المخلقة، أو العشبية كالحشيش والبانجو وغيرها، التى يتم إدمانها أيضا على مدى أطول بقليل، هذه المخدرات بكل أنواعها وأشكالها تؤثر على سلامة الأعصاب وتتركز مهامها حول الجهاز العصبى المركزى ليتدمر كليا فى وقت بسيط.

مخدرات «بير السلم» التخليقية.. الموت ببلاش
 

وفقا لإحصائيات صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى  الأخيرة، فإنه وفقا لتحليل بيانات المستفيدين من الخدمات العلاجية خلال أول 9 أشهر من عام 2024، تبين أن أكثر المواد المخدرة انتشاراً «الحشيش والهيروين والمخدرات التخليقية، الاستروكس والفودو والبودر والشابو، والتعاطى المتعدد».
قال الدكتور أشرف سلامة استشارى النفسية بقصر العينى، إن خطورة المخدرات المخلقة معمليا أو «بير السلم» كما يطلق عليها البعض، فى كونها مضاف إليها «الأدوية» أو الأقراص المهلوسة والفياجرا وغيرها من أدوية الأعصاب والمخ والنفسية، فالمخدر النقى تأثيره أقل من تأثيره العميق القاتل عندما تضاف إليه الأدوية، تكمن الخطورة فى تدمير الجهاز العصبى وتلف الأعصاب والنواقل فصوص المخ بشكل سريع للغاية، كذلك تهدف هذه المخدرات إلى النشاط المفرط، لذا ترفع فرص ارتكاب الجرائم والأفعال غير المحسوبة.

المبيد الحشرى.. بطل المخدرات المخلقة.. قتل سريع
 

فى ذات السياق، قال الدكتور جمال فراويز استشارى العصبية والنفسية جامعة عين شمس، إن المخدرات المخلقة مكونها الأساسى هو المبيد الحشرى، ليكون المادة اللزجة له والرذاذ الذى يعمل على تماسك مكونات الأدوية المطحونة، سميته لا حد لها، ويهدد بالطبع بتسمم ووفاة فى الحال.

الماشروم.. من الهلوسة لتلف المخ.. المخدر فى الشيكولاتة
 

إن مخدر المشروم الجديد، المستحدث الذى يخلط إما بالشيكولاتة أو يتم تناوله عن طريق الفم أو تدخينه فى السجائر، أحد أخطر الأنواع المستحدثة من المخدرات، والتى تعتمد بالدرجة الأولى على مادة تسمى السيلوسيبين، تلك المادة الخطيرة التى تصل إلى الأعصاب والجهاز العصبى المركزى بشكل مباشر، فتدمر وتتلف خلايا المخ بشكل سريع.

تلك المادة تعمل بشكل مباشر على هرمون الدوبامين فى الدماغ، وعند ارتفاع مستوياته بنسب عالية للغاية نتيجة المخدر، تبدأ الأعصاب فى التخدير التام والتلف ما يجعل المتعاطى يرى أشياء غير موجودة، ويسمع هلوسات سمعية غير حقيقية، ويشعر بنشوة عالية حتى بدون علاقة، وسعادة مبالغ فيها مفرطة، وشعور برغبة فى التحدث بشكل هستيرى، حتى أنه يتحدث مع الفراغ ويتخيل أفراد يتحدث معهم أيضًا، نتيجة سريان تلك المادة إلى النواقل العصبية فى الدماغ.
تابع أن هذه المادة مع إضافة بعض المواد الكيميائية الأخرى والأدوية المثيرة لها، يمكنها أن تنتج مخدرا قاتلا، فهو يعمل على إتلاف خلايا المخ، والشعور بالإثارة المفرطة القاتلة، مع التسبب فى الضلالات الحادة والهلاوس الشديدة، فتكون الضلالات والهلوسات فى شكل تخيل أشياء أو أشخاص أو أفعال أو أصوات أو أفكار، مع اضطراب عام فى الجسم وشعور بالانهيار بعدها.

يعمل مخدر المشروم على إفراز الكثير من الهرمونات فى الدماغ دفعة واحدة بشكل مفرط وقوى، والجرعات العالية منه قد تتسبب فى تركيز المادة السمية فى الدم والدماغ وبالتالى ارتفاع حاد فى ضغط الدم وسمية سريعة، قد تودى بحياة المتعاطي.

الشابو والكريستال.. وجهان للسكتات وللموت السريع
 

مخدر الشابو أحد أهم نوعيات المخدرات المدمرة للجسم والصحة والعقل، وفقًا لتقرير نشر فى موقع diamondrehabthailand فهو مخدر له الكثير من الأضرار الخطيرة التى تدمر المخ والدماغ كهدف أول، فهو يهدف لتعزيز اليقظة المرضية، وكذلك الإثارة والنشوة المرضية المفرطة المدمرة، وزيادة حدة الطاقة بشكل مرضى وخطير وضار، لأنه يضر بالجهاز العصبى المركزى ويدمره، فهو مسحوق أو بلورات عديمة الرائحة ومذاقها شديد المرارة.

الشابو أو الكريستال كما يطلق عليه، له أعراض مرضية ظاهرة تظهر خطيرة على كل أنحاء الجسم وأعضائه ولعل من أبرزها، صعوبات التنفس، تورم شديد فى الشفاه والوجه والحلق، صداع، اسهال.

أما المخاطر الحقيقية فى مخدر الشابو، فهى أنه يسبب تدهورا حادا فى الصحة العقلية والإدراك والانتباه، تلف تام فى أعضاء المخ وأعصابه، الإصابة بأمراض القلب، تدمير الكلى والكبد، يعطل النواقل العصبية ويسبب السكتات والجلطات الدماغية والقلبية بنسبة عالية جدا.

مخدر الاغتصاب ghb أحدث صيحات المخدرات.. يفتك بالدماغ ويسبب الوفاة
 

عقار الـ GHB أو مخدر الاغتصاب، هكذا كانت تسميته، وهكذا أصبحت أضراره، له الكثير من المسميات التى أطلقت عليه، مثل مخدر النشوة، ومخدر الاغتصاب، ومخدر الحفلات، وغيرها الكثير، هذا ما أكده تقرير نشر فى موقع betterhealth.

تابع التقرير موضحا ماهية هذا العقار المثير للجدل، فهو فى أصله مهدئ ومادة مثبطة فى الأساس، تبطئ نشاط الدماغ، وتؤثر سلبا على الجهاز العصبى المركزى، فهو يسبب إثارة جنسية مفرطة وقاتلة، وهلوسة وعنف غير محسوب، لا تقف الأعراض المرضية الخطيرة لهذا المخدر الخطير عند حد الشنوة والإثارة، فأعراضه ومخاطره المرضية قد تصل حد الوفاة.فهو يسبب توقف التنفس، والغيبوبة، وفقدان الذاكرة، والهلاوس المختلفة، وارتعاش حاد، سمى هكذا لاستخدامه مع ضحايا الاغتصاب.

الاستروكس طريقان.. ميت فى جسد حى.. أو قاتل مقدم على جريمة.. مخدر المجرمين الأول
 

عاد الدكتور عادل سلطان استشارى الأعصاب، متحدثا عن الاستروكس، تلك الأعشاب التى يتم تدخينها وخلطها بالكثير من الأدوية منتهية الصلاحية، والقليل من البردقوش أو خلطه بالتبغ العادى، وبعض الأدوية كأدوية الفياجرا والصرع والكيتامين التى تنفذ للجهاز العصبى المركزى لتدمره وتشل حركة اليدين والأرجل، وتسبب ضلالات حادة لمتعاطيه، هذه الهلاوس الخطيرةـ حسب عادل سلطان ـ قد تحمل له الموت المحقق أو القيام بأفعال متهورة وهيستيرية للغاية، لأنه يسبب جرأة وتهورا حادا واندفاعية حادة.

الاستروكس.. النفس بموتة.. والإدمان فى أقل من أسبوع
 

الأستروكس يتفرد عن باق الأنواع بأنه سريع المفعول شديد التأثير مخدر المجرمين كما يعتبره البعض، يعمل تأثيره السريع جدا فهو خلال 5 دقائق على الأكثر يكون قد أحدث مفعوله القوى على الأعصاب، محدثا حالة جنونية لمتعاطيه، فتبدأ أعراض الهلوسة والاندفاعية والإحمرار بالعينين يظهر عليه، لتصل حد الإصابة بالسكتة القلبية المفاجئة والوفاة فى الحال لأغلب متعاطيه، أو الإدمان التام فى خلال أقل من أسبوع من التعاطى.

الأضرر المعوية.. من القرح حتى السرطان
 

وعن خطورة المخدرات وتأثيرها على الجسم والمعدة، قال الدكتور محمد المنيسى استشارى الباطنة قصر العينى إنها «قاتلة» للجسم والصحة، تسبب الكثير من الأضرار المعوية بالجهاز الهضمى، تبدأ من القرح بالمعدة إذا كانت المخدرات يتم تناولها على المياه أو العصير، كالأنواع المخلقة، مع التهابات حادة بالأمعاء، وقىء دموى، مع رفع فرص الإصابة بالسرطانات المعوية.
وأضاف، تلك المواد الكيميائية المضافة للمخدر، فضلا عن المواد السمية كالمبيدات، تسبب تدميرا للمعدة، وسمية عالية تصل حد الوفاة.

الأضرار على الصحة الإنجابية
 

لا مستقبل لمدمن المخدرات، وصحته الإنجابية تدمر بشكل سريع فى غضون أيام وشهور، هكذا جاء تأكيد الدكتورة يسرية محمد استشارى النساء قصر العينى، مؤكدة أن التعاطى لكافة أنواع المخدرات يؤكسد الجسم كليا، ويدمر الهرمونات ويخل بتوازن الغدد، فضلا عن نواقل الأعصاب الدماغية الأساسية، مما يؤثر بالسلب على الصحة الإنجابية، فهى تسبب الاجهاض فى كثير من الأحوال، تشوهات حادة بالسائل المنوى للرجل، وفقدان جودة البويضات تماما، وغالبا ما يتضمن تعاطيها إثارة جنسية مفرطة، مما يزيد فرص الإصابة بالأمراض الجنسية المنقولة، مع تدمير الخصوبة تماما للسميات المركزة فى الدم.

صندوق مكافحة الإدمان.. العلاج أصبح سهلا
 

ينفذ صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى العديد من البرامج والأنشطة الوقائية لرفع الوعى بخطورة تعاطى المواد المخدرة لدى الفئات المختلفة، لاسيما المخدرات الاصطناعية والمستحدثة وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن المخدرات، ورفع وعى الأسر بطرق الوقاية الأولية والاكتشاف المبكر للتعاطي، مع استمرار تنفيذ أكبر برنامج وقائى لحماية طلاب المدارس من تعاطى المخدرات، وكذلك توعية طلاب الجامعات من خلال «بيوت التطوع» التابعة للصندوق، بالإضافة إلى التواجد داخل قرى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» والمناطق المطورة ومراكز الشباب، كما يوفر الصندوق الخدمات العلاجية لأى مريض إدمان من خلال الخط الساخن للصندوق (16023) مجانا وفى سرية تامة.

1e0c2756-fb9d-41f1-acfd-3abf0e4b4433






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة