◄ بدأت الفكرة 2003 وقبلها كانت تعيش أمامهم فى النيل
◄ تخصيص أحواض زجاجية وأسمنتية للكبار وإطلاق سراح الصغار بالمنزل
◄ أهالى النوبة يطعمون التماسيح سمك مرتين كل يوم وفى الشتاء يتوقف عن الأكل
"لو بتربى عندك قطة أو كلب احنا بنربى تماسيح".. هكذا يمكن وصف أهالى النوبة فى القرى السياحية بأسوان، التى يعكف أهلها على تربية التماسيح كأيقونة سياحية تجذب أنظار السائحين الدوليين والمحليين وتحقق عائدا ماديا لأصحاب هذه البيوت.
وتربية التماسيح فى البيوت النوبية ليس الغرض الوحيد منه، تحقيق الربح المادى، لكنه يعود فى الأساس إلى الثقافة النوبية التى عاش أجدادهم معتادون على التعايش مع تماسيح النيل وقت أن كانت جميع قرى النوبة تقع على النهر قديماً.
وبعد بناء السد العالى وارتفاع منسوب مياه النيل جنوب أسوان، كان لابد من إخلاء القرى ونقل سكانها إلى خلف جسم السد العالى ومن قبله سد أسوان الأول أو خزان أسوان وتعلياته، خلال الفترة من 1902 وحتى 1933، والتى كان يتوجب معها نقل القرى بالكامل إلى ما بعد جسم الخزان، فكانت قرية غرب سهيل.
"اليوم السابع" زار قرية غرب سهيل جنوب شرق النيل بمدينة أسوان، لكشف تفاصيل تربية التماسيح فى بيوت القرية السياحية رغم خطورتها، من خلال لقاء عدد من سكانها أهل النوبة ومعرفة انطباع السياح الأجانب عن هذا الأمر غير المألوف.
وبمجرد النزول إلى قرية غرب سهيل، بعد رحلة نيلية تستغرق نحو 20 دقيقة بالمركب وسط الجزر والصخور النيلية، تجد البيوت النوبية الملونة تبدو واضحة جلية على ضفاف النيل من الجهة الشرقية ومرسى كبير يستقبل المراكب وعليه اسم القرية "غرب سهيل".
وعند النزول إلى الشوارع البسيطة المفروشة بالرمال وعلى جانبيها البيوت بشكل القباب، يجلس "يوسف" شاب نوبى من أهل القرية، أمام منزله وعلى حجره تمساحه الصغير الذى رباه منذ أن خرج من بيضة أمه وكأنه ابنه الصغير، وسط إعجاب من السائحين المارين أمام المنزل، وأكد "يوسف"، أن بعض الناس يطلقون أسماءً على التماسيح النوبية مثل "فرانشيسكو" وهو اسم تمساحه الذى أطلقه عليه أحد السائحين خلال زيارتهم للمكان.
قال محمد أحمد حسن، من أهالى غرب سهيل، لـ"اليوم السابع"، إن والده كان من أوائل سكان القرية فى تجربة تربية التماسيح وذلك خلال عام 2003، عندما أهداه أحد الصيادين تمساحاً وقع فى شبكته، فأخذه إلى البيت واعتنى به، وكان السائحون يزورون البيوت النوبية بشكلها التراثى المعروف لدى أهل النوبة وعندما وجدوا هذا التمساح داخل المنزل وتعرفوا على قصة معايشة أجدادهم مع تماسيح النيل، أنبهروا جدا بالقصة وأبدوا إعجابهم الشديد.
وتابع "الحاج محمد"، أن من هذه التجربة بدأت فكرة جلب التماسيح للبيوت النوبية بهدف التشويق السياحى وخلق انتعاشة سياحية أكبر، لأن ارتباط النوبى القديم بالتمساح هو من تراث الحضارة النوبية، حيث كان يعيش سكان النوبة كآفة على ضفاف النيل قبل بناء السد والخزان وكان التعايش أمر معتاد مع التماسيح المنتشرة فى النهر، ولكن لا يتم تربيتها واصطحابها للمنازل فى الوقت السابق، وحدث ذلك مؤخراً بسبب حركة السياحة فى القرى النوبية وخاصة غرب سهيل.
وعن تربية التماسيح، أوضح صاحب البيت النوبى "دنقى"، أن تربية التماسيح ليست بالأمر السهل فهى تأكل فى الصيف كثيراً وتصل لوجبتين يومياً، بينما تتوقف عن الأكل تماماً فى الشتاء وتفضل الاسترخاء والخمول، بينما يحتاج الصغير من التماسيح للأكل صيفاً وشتاء، ويتم إطعامه بالسمك فى الغالب.
وأشار إلى أن التماسيح الكبيرة تحبس فى الأحواض الأسمنتية ذات الغطاء الحديدى، وفى بعض البيوت النوبية يخصصون جزءا من البيت لعمل بيت بالزجاج أسفله سور منخفض مبنى بالطوب والأسمنت، حتى يمكن للسياح مشاهدته من خلف الزجاج، بينما يتم إطلاق سراح التماسيح الصغيرة أحياناً وفى بعض الوقت ويمكن مسكها والتقاط الصور التذكارية معها سواء بإغلاق فم التمساح الصغير بواسطة شريط لاصق أو بدون إغلاق فمه عند التأكد من طبيعة التمساح الهادئة فى سن الصغر.
وأضاف، أن بعض التماسيح التى تموت يتم تحنيطها وتعليقها على جدران المنزل من الداخل أو فى واجهة البيوت كنوع من الزينة وإبراز تراث النوبة الذى يحافظ عليه الأحفاد عبر الأجيال.
ومن جانبهم، عبر سائحون أجانب من بلجيكا لـ"اليوم السابع"، عن سعادتهم برؤية أهل النوبة وهم يتعاملون مع التماسيح الخطرة فى البيوت، واعتبروا ذلك نوع من العادات الفريدة التى لا يشاهدونها كل يوم وقليل ما يجدون ذلك فى أى مكان بالعالم.
الأجانب-مع-تماسيح-النوبة
البيوت-النوبية
التصوير-مع-التماسيح
التماسيح-فى-بيوت-النوبة
تحنيط-التماسيح_1
تربية-التماسيح
تماسيح-النوبة
تماسيح-حية
تماسيح-فى-غرب-سهيل
تماسيح-كبيرة-الحجم-فى-النوبة
تماسيح-محنطة
تمساح-فى-قفص