نزيف الدماء لم يتوقف فى لبنان؛ بالرغم من سريان اتفاق وقف اطلاق النار ووصول لجنة مراقبة تنفيذ الاتفاق الدولية إلى لبنان؛ والتى من المتوقع أن تعقد اللجنة اجتماعها الأول خلال ساعات ، بعد وصول الضابط الفرنسي، على أن تبدأ عملها الفعلي بين نهاية الأسبوع الحالي وبداية الأسبوع المقبل، بعد وضع آلية وخطة عمل تبدأ بانتشار الجيش مع انسحاب الجيش الإسرائيلي من القرى التي تمركز فيها.
وفى سياق الخروقات الاسرائيلية استهدفت غارة إسرائيلية أحد عناصر الدفاع المدنى( علي حسين نبعة) بمركز الطيبة التابع للنبطية الاقليمي أمام منزله في بلدة دير سريان.
وميدانيًا لا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلى يحاول التسلل لفرض سيطرته غير المعلنة على بعض المناطق والنقاط الاستراتيجية فى الجنوب اللبنانى؛ بالتوازى يجدد تحذيراته لإرهاب سكان الجنوب وإبعادهم عن منازلهم .
وفى الوقت الذى بدأ الجيش اللبناني نشر قوات له فى بلدة شبعا، عملت جرافات الاحتلال ترافقها دبابات ميركافا على تجريف الطريق الذى يربط تلك البلدة مع منطقة بركة النقار وهى المنطقة المحاذية للأراضي المحتلة فى مزارع شبعا.
وبالفعل نجحت قوات الجيش اللبنانى فى التقدم في على الأرض إلى أن وصلت قواته إلى المدرسة الرسمية جنوب بلدة شبعا، لكنه لم يتمكن من استعادة موقعه السابق في منطقة "بركة النقار" حيث إن قوة إسرائيلية أعاقته.
وفى مقابل ما يتعرض له أهل الجنوب تعقد الحكومة جلسة خاصة صباح السبت في ثكنة بنوا بركات في مدينة صور في خطوة تضامنية مع الأهالى في وجه العدوان الاسرائيلي، بمشاركة قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون.
وعن الخروقات الإسرائيلية قال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتى بعد مضى أسبوع على وقف إطلاق النار وما زلنا نرى الخروقات الإسرائيلية، وقد لمست من خلال اتصالاتي مع الدول التي شاركت في التوصل إلى وقف إطلاق النار، وتحديداً الولايات المتحدة وفرنسا، حرصاً على معالجة هذا الموضوع، وونأمل أن يتحول وقف اطلاق التار إلى استقرار دائم، رغم أننا نتخوف ونحذر من خروقات تعيدنا إلى أجواء القلق.
ووعد ميقاتى النازحين بدعم الحكومة لهم لتحصين عودتهم لمنازلهم ودعم صمودهم الاجتماعي والعمراني في بلداتهم.
وبالمقابل أكد وزير الخارجية الأمريكى أنتوني بلينكن، أن وقف إطلاق النار في لبنان "صامد"، رغم الخروق الإسرائيلية، لافتًا إلى أن آلية المراقبة تعمل كما كان مخططًا.
إعادة الإعمار
بالتوازى مع التحرك الميدانى للجيش اللبناني فى مواجهة الخروقات الإسرائيلية ، تسير الخطوات نحو خطة شاملة لإعادة الاعمار حيث تتوالى اجتماعات نجيب ميقاتى مع ممثلى الوزارات والجهات المسؤولة عن هذه العملية، مع تعزيز دور القطاع الخاص .
وفى هذا الصدد أعلن حزب الله مشاركته في عملية إعادة الإعمار وترميم المنازل وإعادة بناء بعض منها، ويقوم الحزب حاليا بدفع بدلات آثاث وإيواء، وقد أطلقت الوحدات المعنية في الحزب عملية مسح الأضرار التي أصابت البيوت في المناطق المتضرّرة من العدوان ، تمهيداً للبدء بإعادة الإعمار والتحديات المرافقة.
وتنطلق قريباً عملية دفع التعويضات للمتضررين جراء الحرب، وذلك من خلال آلية وضعها "حزب الله" تبعاً للمناطق.
وستكون عملية الدفع عبر مراكز سيستحدثها الحزب بإشراف "روابط المناطق"، موضحة أن هناك بلدات وقرى سيتأخر الدفع فيها قليلاً ريثما يتم تعيين مسؤولين جُدداً فيها بعدما استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي.