يواجه بيت هيجسيث مرشح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لتولي وزارة الدفاع طريقا صعبا للغاية في التأكيد للمنصب في مجلس الشيوخ، وتم ابلاغ ترامب بآفاق مذيع قناة فوكس السابق القاتمة ما دفع فريق انتقال الرئيس الجمهوري للبحث عن خيارات أخرى، رغم تمسك هيجسيث بالمنصب.
كشفت مصادر لصحيفة ذا هيل الامريكية في مجلس الشيوخ إن هناك كتلة من "الرفض القاطع" المحتمل في الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ، وحددت السناتور سوزان كولينز وليزا موركوفسكي وميتش ماكونيل كمشرعين ينظرون إلى ترشيح هيجسيث بتشكك شديد، وقال أحد أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين: "لا أعرف ما إذا كان هناك مسار واضح حقيقي"، وأضاف أن زملاءه متخوفون للغاية بشأن ترشيح هيجسيث، وتابع: "إنه أمر ضار بالرئيس. إنه لا يساعدنا في مجلس الشيوخ".
من جانبه، بذل هيجسيث جهدًا لإنقاذ ترشيحه، بما في ذلك التعهد أمام أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بأنه سيتوقف عن شرب الكحول إذا تم تأكيده كوزير للدفاع، وفي الوقت نفسه يعتقد بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، حتى الذين هم من صقور الدفاع، أن هيجسيث يمكن أن يكون خيارًا جيدًا لقيادة البنتاجون، مشيرين إلى خلفيته كمحارب قديم.
ترامب وزوجته
لكن الجمهوريين يأملون أيضًا في تجنب الصداع والإحراج الناجم عن جلسات التأكيد العامة التي قد تشهد فيها النساء اللاتي اتهمن هيجسيث بسوء السلوك الجنسي أو الزملاء السابقين الذين اتهموه بسلوك غير مهني، وقال عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين إن هيجسيث بحاجة إلى الإجابة على أسئلة حول سلوكه المزعوم.
وبالفعل تم طرح البدائل المحتملة لوزير الدفاع من قبل مصادر قريبة من ترامب، ومن بينهم حاكم فلوريدا وخصم ترامب السابق في الانتخابات التمهيدية رون ديسانتيس، الذي يهتم بالمنصب إذا عُرضت عليه الوظيفة رسميًا، وفقًا لما قاله مصدران مقربان منه.
وقالت شبكة سي ان ان، ان اختيار رون ديسانتيس، الذي كان منافساً لترامب في الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الامريكية 2024 سيكون تحول مذهل لترامب الذي سيجد أيضاً في الحاكم محافظاً معروفاً بسجل خدمي يتقاسم وجهة نظر الرئيس المنتخب وهيجسيث بشأن الأوضاع في وزارة الدفاع.
كان ديسانتيس على قائمة سابقة للمرشحين المحتملين لمنصب وزير الدفاع التي قدمها مسؤولو الفريق لانتقالي إلى الرئيس المنتخب، لكن ترامب اختار هيجسيث في النهاية، ومع تعثر ترشيحه تم إحياء هذه القائمة وأصبح ديسانتيس مرة أخرى من بين الخيارات التي يفكر فيها الرئيس المنتخب، وقد يقرر عدم اختيار ديسانتيس واختيار بديل آخر، إذا فشل ترشيح هيجسيث
وكان ينظر إلى ديسانتيس على أنه تابع لترامب، لكن قراره بتحدي الرئيس السابق في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لعام 2024، بدأ حرباً بين الاثنين، حيث وصف ترامب ديسانتيس بأنه "غير مخلص".
وقال مقربين من فريق ترامب، إن هيجسيث قد لا ينجو من التدقيق والتحقيقات التي تدور حوله، في الوقت الذي كشف فيه تقرير للشرطة الامريكية بإبلاغ امرأة في تحقيق بأنها تعرضت للاعتداء الجنسي عام 2017 من قبل هيجسيث، بعد أن أخذ هاتفها وأغلق عليها باب غرفة في أحد فنادق ولاية كاليفورنيا، ورفض السماح لها بالمغادرة، بحسب ما نقلته وكالة "أسوشيتد برس" عن وثائق التحقيقات.
وظهرت الادعاءات في نوفمبر الماضي، بعدما أصدر مسؤولون محليون بياناً موجزاً يؤكدون فيه أن المرأة اتهمت هيجسيث بالاعتداء الجنسي في أكتوبر 2017، بعدما تحدث في مؤتمر للنساء الجمهوريات بمونتيري.
ورغم أن هيجسيث ينفي التهم الموجهة إليه، ويدعي أن اللقاء كان بالتراضي، إلا أن تقرير الشرطة يسلط الضوء على "تناقضات"، بين رواية مرشح ترامب وما ذكرته المدعية، ويقدم تقرير الشرطة المكون من 22 صفحة، أول رواية مفصلة عن مزاعم المرأة لما حدث في تلك الليلة وهو يتعارض مع رواية هيجسيث.