حذر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن هيئة تحرير الشام في سوريا من العمل مع ارهابيي داعش في رسائل سرية تم تبادلها أثناء انهيار نظام بشار الأسد، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، وأكد مسؤولون أتراك وأمريكيون للصحيفة الأمريكية، أن بايدن الذي استخدم الحكومة التركية كوسيط، تلقى طمأنة هيئة تحرير الشام بأنها لا تنوي السماح لداعش بالانضمام إليهم.
كانت هيئة تحرير الشام مرتبطة بتنظيم القاعدة في السابق لكنها تدعي أنها أصبحت أكثر اعتدالاً في السنوات الأخيرة ولا تزال محظورة كجماعة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والأمم المتحدة، ويقال إن بايدن يناقش الآن مدى مشاركتهم بشكل مباشر مع الجماعات المتمردة في سوريا وسط مخاوف من أنها لا تزال قادرة على التعاون مع الجهاديين.
في خطاب أمس الأحد، أشار بايدن إلى أن بعض الجماعات المتمردة لديها سجلها القاتم في الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان، وأضاف أنهم يقولون ما وصفه بـ"الأشياء الصحيحة الآن" لكن واشنطن ستقيم الاقوال وليس الأفعال فقط.
وقال بايدن يوم الأحد: "لا تخطئوا، بعض الجماعات المتمردة التي أطاحت بالأسد في سوريا لديها سجلها الكئيب في الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان .. لقد لاحظنا تصريحات قادة هذه الجماعات المتمردة في الأيام الأخيرة وهم يقولون الأشياء الصحيحة الآن. ولكن مع توليهم مسؤولية أكبر، فإننا سنقيم ليس فقط أقوالهم ولكن أفعالهم".
وقالت نيويورك تايمز، إن داعش لا يزال، مصدر قلق رئيسي لقادة الولايات المتحدة بعد تدمير الخلافة التي أقامتها المجموعة في سوريا والعراق لنفسها، ولا تريد الولايات المتحدة منحها أي فرصة لإعادة تأكيد نفسها في الفوضى التي قد تلي سقوط الحكومة في دمشق.
قال بايدن: "نحن مدركون تمامًا لحقيقة أن داعش سيحاول الاستفادة من أي فراغ لإعادة تأسيس قدرتها، وإنشاء ملاذ آمن لن نسمح بحدوث ذلك"، وتحقيقًا لهذه الغاية، أذن بايدن بشن غارات جوية أمريكية يوم الأحد ضد معسكرات وعملاء داعش داخل سوريا. وبحسب مسؤولين أمريكيين، ضرب سرب من طائرات حربية أكثر من 75 هدفا في وسط سوريا بنحو 140 ذخيرة.
وقال الجنرال مايكل كوريلا، رئيس القيادة المركزية الامريكية التي تشرف على العمليات في المنطقة: "لا ينبغي أن يكون هناك شك - لن نسمح لداعش بإعادة تشكيل نفسه والاستفادة من الوضع الحالي في سوريا. يجب أن تعلم جميع المنظمات في سوريا أننا سنحاسبها إذا تعاونت مع داعش أو دعمتها بأي شكل من الأشكال".