تزايدت وتيرة العنف في السودان، مع زيادة في الهجمات التي تنفذها ميليشيا الدعم السريع، وتستهدف بها تجمعات المدنيين، ويدفع المواطنين ثمنا غاليا مع استمرار تصاعد حدة الاشتباكات، إذ يدفعون حياتهم ثمنا للحرب الضروس التي تدور رحاها في السودان منذ شهور طويلة.
اتهم أحمد عثمان حمزة، والى الخرطوم، ولجنة أمن ولاية الخرطوم، ميليشيا الدعم السريع، بارتكاب مجزرة وصفوها بأنها الأكبر، بعد أن قصفت عناصر الدعم السريع محلية كرري في شمال أم درمان، مستهدفة المدنيين، وراح ضحية الهجوم أكثر من 65 وخلفت مئات الجرحى.
وقال إعلام ولاية الخرطوم، أن والى الخرطوم، وقف ميدانيا على المواقع التي تم قصفها بداية من موقف مواصلات الحارة 17، إذ أصابت إحدى القذائف حافلة ركاب أدت إلى مقتل جميع من بداخلها وعددهم 22 فردا تحولوا إلى أشلاء، كما طاف الوالى على الأسواق الحارات الأخرى ووقف الجثامين والجرحى بمستشفى النو، وفقا لصحيفة التغيير السودانية.
وأدان والى الخرطوم، استهداف المواطنين العزل، قائلا: "تستهدف عناصر الدعم من وراء استهداف المدنيين ترويعهم وتخويفهم للخروج من المناطق الآمنة لمواصلة نهجها في القتل والاغتصاب والسرقة".
وطالب الوالي المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بتحمل مسئولياتها في حماية المدنيين الذين تستهدفهم قوات الدعم السريع بشكل مباشر داخل منازلهم، وفي الأسواق، والمراكز الصحية.
وأشار إلى قصف موقف المواصلات والأسواق والمرافق الصحية، وهي أماكن كانت مكتظة بالمواطنين خلال وقت الذروة، الذى اختارته المليشيا عمداً لزيادة عدد الضحايا.
ومن جهته قال مدير عام وزارة الصحة دكتور فتح الرحمن محمد الأمين أن المستشفيات والعاملون في القطاع الصحي يبذلون جهودا مضنية لإنقاذ حياة المصابين وتقديم العناية الصحية.
وواصلت عناصر الدعم السريع، شن هجمات عنيفة، على مخيم زمزم للنازحين، وكشف شهود عيان عن مقتل 9 أشخاص على الأقل وإصابة 7 آخرين، جراء قصف مدفعي نفذته ميلشيا الدعم السريع.
وكشف شهود عيان أن القصف المدفعي على المخيم تجدد للمرة الخامسة، وهو ما تسبب في حالة من الرعب والهلع في أوساط النازحين، وأجبر العشرات من الأسر على النزوح مجددا، بعد أن عادوا مؤخرا مع استتباب الأوضاع هذا الأسبوع، وفقا لموقع دارفور 24.
وتواصل عناصر الدعم السريع إطلاق قذائف مدفعية على مخيم زمزم الذى يأوي قرابة المليوني نازح، وبدأ القصف المكثف مع بداية شهر ديسمبر الجارى.
ومن جهته كشف محمد خميس، المتحدث باسم نازحي المخيم، أن نحو 9 أشخاص لقوا مصرعهم بينهم نساء وأطفال، وانتقد بشدة استهداف المدنيين والنازحين.
وكشف شهود عيان، أن ميليشيا الدعم السريع، استخدمت صواريخ طويلة المدى، وسقطت أكثر من 7 قذائف وسط المخيم، ودمرت عشرات المنازل.
والمخيم الواقع على بعد 12 كيلو من الفاشر عاصمة شمال دارفور، يعاني من أزمة إنسانية متفاقمة وأوضاع متدهورة، جراء انعدام المساعدات الإنسانية بسبب الحصار الشديد الذى تفرضه عناصر الدعم السريع على مدينة الفاشر.
وتجددت الاشتباكات في الفاشر، الثلاثاء، بين القوات المسلحة السودانية والدعم السريع، واندلعت المواجهات المسلحة في المحورين الشرقي والجنوبي الشرقي، باستخدام كافة الأسلحة.
وشنت عناصر الدعم السريع، قصف مكثف بالمدفعية الثقيلة والطائرات المسيرة، على قيادة الفرقة السادسة مشاة ومحيطها، وهو ما نتج عنه مقتل 7 مدنيين من أسرة واحدة في حي الجيل.
وفى السياق ذاته، نفذت قوات الدعم السريع هجومًا بالطائرات المسيرة على الفرقة الثالثة بمدينة شندي في ولاية نهر النيل شمال السودان، حيث تصدت لها المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني، واستمر الهجوم لساعات.
وكشفت صحيفة التغيير السودانية، أن إحدى الطائرات تسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من المدينة، وسط حالة من القلق والفوضى، إلا أن التيار الكهربائي عاد إلى المدينة بعد فترة وجيزة من الانقطاع، مما أعاد الهدوء النسبي للأجواء في سماء شندي.
ويأتي الهجوم في إطار تكثيف قوات الدعم السريع الضغط على ولايتي الشمالية ونهر النيل عبر استهداف المواقع العسكرية والمطارات، ما أسهم في توتر الأوضاع الأمنية في المنطقة.
وكشفت مصادر عسكرية إن 5 مسيرات انتحارية استهدفت الفرقة الثالثة مشاة بمدينة شندي، بالإضافة إلى مواقع أخرى، مع سماع دوي انفجارات كبيرة، فيما كانت المضادات الأرضية وأجهزة التشويش الإلكتروني تتصدى للهجوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة