مسئول التدريب بالدفاع المدنى اللبنانى لـ"اليوم السابع": الاحتلال يرتكب جرائم وحشية.. واجهنا نقصا فى سيارات الإسعاف بعد استهداف العدو لها.. استشهاد 31 وإصابة 72 من عناصرنا.. ونفذنا 3534 مهمة إسعاف خلال الحرب

السبت، 14 ديسمبر 2024 05:00 ص
مسئول التدريب بالدفاع المدنى اللبنانى لـ"اليوم السابع": الاحتلال يرتكب جرائم وحشية.. واجهنا نقصا فى سيارات الإسعاف بعد استهداف العدو لها.. استشهاد 31 وإصابة 72 من عناصرنا.. ونفذنا 3534 مهمة إسعاف خلال الحرب نبيل صالحانى
حوار ـ إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شهد لبنان سيناريو مشابها لما تشهده غزة، فقد شن العدو الإسرائيلي حربا غاشمة هدفها الأول الدمار وسفك الدماء، لا تزال تبعاتها في الجنوب اللبناني، حيث قصف أمس بلدة الخيام رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار، مما نتج عنه سقوط شهداء وجرحى، ولا تزال الاستهدفات الإسرائيلية تتوالى والدماء تُسفك.

وبمواجهة العدوان الغاشم، هناك الأيادى المداوية التي تحاول بكل طاقتها إنقاذ أرواح الأبرياء، من بينهم عناصر مديرية الدفاع المدنى اللبناني التابعة لوزارة الداخلية اللبنانية، والمنوط بها خدمات إسعاف الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات ، إضافة إلى مهام إطفاء الحرائق الناجمة عن الغارات الإسرائيلية ، وأيضا البحث عن العالقين تحت الأنقاض، والمساهمة في تقديم الخدمات العامة للنازحين .

ورغم القصف الإسرائيلي الذى طال طواقم الدفاع المدنى في استهداف مباشر لأذرع الإنقاذ الإنسانى، إلا أن عناصره أبت التخلي عن واجبها الإنسانى تجاه الضحايا، ولا تزال عناصر الدفاع المدنى تقوم بواجبها في الجنوب اللبنانى ، وأيضا مراكز إيواء النازحين .

بالنسبة للعمليات التي قدمتها المديرية ، قال نبيل صالحانى مدير شعبة التدريب بـ"الدفاع المدنى" وخبير فى إدارة الكوارث، إن عدد العمليات التي نفذتها مديرية الدفاع المدنى التابعة لوزارة الداخلية، خلال الحرب في لبنان 4679 مهمة إطفاء و3534مهمة إسعاف و585 مهمة إنقاذ.

b37d35a3-f5ee-4262-a799-a7ebec1f7812
استهداف سيارات الدفاع المدنى

 

مهام إنسانية

واستطرد  "صالحانى"، قائلا: تقوم عناصر الدفاع المدنى بعدة مهام أولها إخماد الحرائق الناجمة عن غارات العدوان، ونقل المصابين إلى المستشفيات والبحث عن المفقودين تحت الأنقاض، كما نقوم بالمساهمة في الخدمات العامة لمواجهة تداعيات الحرب مثل توزيع المياه عل النازحين في مراكز الإيواء، حيث استخدمنا سيارات الإطفاء لتوزيع المياه على النازحين، فتم توزيع حوالى 30 مليون لتر مياه منذ بداية الحرب.

وعن إعداد عناصر الدفاع المدنى، أوضح الصالحانى، أن سن الانضمام يبدأ من ال18 عاماً ويمتد إلى 64 عاماً، ويخضع العنصر المنضم حديثا لبرامج من التدريب على عمليات الإسعاف والإطفاء والبحث تحت الأنقاض عن العالقين جراء الكوارث.

على قلب رجل واحد

أضاف، في حديثه لـ"اليوم السابع"،  لدينا 238مركزاً فى مختلف أنحاء لبنان يعمل بها 2427 موظفا و4423متطوعا منهم13% إناث، جميع المراكز كانت على قلب رجل واحد خلال الحرب، ودعمنا المراكز بالمناطق الأكثر خطورة على طول الحدود مع الأراضى المحتلة ، والبقاع وبعلبك ـ الهرمل، والضاحية الجنوبية لبيروت.

وعلى الصعيد العملياتى والاستعدادات لتلك الحرب، وُضعت خطة طوارئ مع بداية الحرب، وخطة إعادة تموضع 57مركزاً للدفاع المدنى بعد تعرض المراكز الأساسية بعدة مناطق للتدمير ، وتشمل خطة إعادة التموضع تواجد العناصر في نقاط على مقربة من الأماكن المعرضة للقصف، بكل منطقة من أراضى لبنان.

وبالنسبة لأصعب التحديات التى واجهت عناصر الدفاع المدنى أثناء تأدية مهامهم، قال "صالحانى"، إن التحدى الأكبر بدأ منذ تكثيف الغارات مع بداية التوغل البرى فى بداية أكتوبر الماضى، فقد تزامنت عشرات الغارات فى وقت واحد، وواجهنا نقصا فى سيارات الإسعاف نتيجة قصفها؛ حيث تعرضت عناصرنا للقصف المباشر من قبل جيش الاحتلال، رغم وجود الشارات على سيارات المديرية والزى المميز لعناصر الدفاع المدنى، إلا أن هذا لم يحمهم من القصف والاستهداف، فبلغ عدد الشهداء 31 شهيداً و72 مصاباً، كما 23 مركزاً للدفاع المدنى و35 سيارة إسعاف تعرضت للتدمير الجزئى والكلى.

وقد تعرضت مراكز تابعة للدفاع المدنى لغارات وحشية من العدو الإسرائيلي ،  ومن بين أكثرها شراسة المجزرة التي شهدها مركز الدفاع المدني الإقليمي في مدينة بعلبك شرقى لبنان خلال نوفمبر الماضى ، حيث سقط 13 شهيداً، من بينهم مسؤول الدفاع المدني في محافظة بعلبك الهرمل بلال رعد.

 وضمت كوكبة الشهداء كلا من خليل ناصر الدين، علي نون، علي كركبا، عباس الحلباوي، حسين الخطيب، أحمد حمزة، حسن وحود، حيدر الزين، علي عواضة، عمر صلح، وعباس رعد.

حيث تعرض مركز الدفاع المدني في دورس قضاء بعلبك لغارة إسرائيلية أدت إلى تدمير المركز بشكل كلي أثناء تواجد عدد من العناصر في الداخل على أهبة الاستعداد لتلقي نداءات الإغاثة والتدخل الفوري لتقديم المساعدة.

نقص المعدات

ويشير صالحانى إلى تحدٍ آخر  يتمثل فى نقص المعدات وأدوات الحماية الشخصية اللازمة لعناصر الإطفاء والإنقاذ، ما يجعلهم عرضة لمخاطر أكبر، وقد خاطبنا وزارة الداخلية بهذه المشكلة والتى بدورها طلبت الدعم من جهات دولية ولم يصلنا.

هذا إضافة إلى التحديات النفسية للعاملين فى هذا المجال ، وفى هذا الصدد هناك برامج دعم نفسى يقدمها إخصائيون ، وسنبدأ فيها قريبا .

يوضح صالحانى، أنه رغم المخاطر التي تتعرض لها عناصر الدفاع المدنى إلا أن هناك إقبال كبير من المتطوعين على تنفيذ مهام الإنقاذ حتى بالأماكن شديدة الخطورة وإقبال على التطوع فى الدفاع المدنى؛ فهذه بنية الشعب اللبناني، إننا لا نأبه الموت قدر حرصنا على حياة إخوتنا الذين يسقطون ضحايا الغارات الإسرائيلية.

أفعال وحشية

يصف الصالحانى اعتداءات العدو الإسرائيلى بأنها أفعال وحشية تجاوزت معايير ومفاهيم الحروب التقليدية، وضرب العدو بعرض الحائط جميع المواثيق والقوانين الدولية التى كفلتها المنظمة الدولية للدفاع المدنى لحماية عناصر الإنقاذ والمسعفين.

وأكد أنها أكثر وحشية من حرب تموز التى شنها العدوان على لبنان عام 2006، فحجم الخسائر أكبرونطاق القصف أوسع ، وعدد النازحين أكبر كثيرا.

ومن أصعب ما شاهدناه فى هذه الحرب، يقول "صالحان" في حديثه لليوم السابع ، هو وجود عدد كبير من الأطفال تحت الردميات و بحث عناصر الدفاع عن زملائهم الشهداء بين الركام وتحت الأنقاض.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة