يتمادى جيش الاحتلال في انتهاكاته لاتفاق وقف إطلاق النار الذى بدأ سريانه منذ الـ27 من نوفمبر الماضى، حيث قام بعمليات التفجير والتفخيخ والنسف، وقد قام اليوم السبت بعملية تفجير واسعة في بلدة كفركلا، وامتدت أصوات انفجارات قوية إلى عدد من المناطق الجنوبية، وتصاعدت أعمدة الدخان بكثافة، كما استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية سيارة أحد المواطنين اللبنانيين على طريق الخردلي، الذي يربط النبطية بمرجعيون جنوبا.
وبلغ عدد خروقات إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار منذ سريانه في 27 نوفمبر الماضى خرقا215، نتج عه 29 شهيدا و31 جريحا، وفق وكالة الأنباء اللبنانية.
ومن جانبه، قال برنامج الأغذية العالمي، أن لبنان يواجه أوقاتًا صعبة للغاية مع استمرار النزوح، على خلفية تواصل الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار مع حزب الله، وأضاف البرنامج الأممي، أن "النزوح يستمر في هذه المرحلة الطارئة الجديدة، ولا يزال الوصول إلى العديد من المجتمعات صعبًا".
وناشد برنامج الأغذية العالمي "تقديم الدعم لاستجابته الطارئة وبرامجه المعتادة لمساعدة 2.2 مليون شخص حيث تفوق الاحتياجات الموارد المتوفرة حاليًا"، ومع تزايد الاحتياجات بشكل يفوق الموارد المتاحة ومع اقتراب فصل الشتاء، يحتاج البرنامج بشكل عاجل إلى 82.5 مليون دولار بحلول نهاية العام للحفاظ على عملياته الطارئة في لبنان ودعم أكثر من مليون نازح.
وفى سياق متصل، يقوم الجيش اللبنانى يقوم بعملية مسح لمحيط الخيام من الذخائر غير المنفجرة، ولم يتم تحديد موعد للتوجه نحو وادي العصافير في الأطراف الجنوبية بسبب وجود قوات الاحتلال الإسرائيلي في سهل سردا المقابل.
ومن جانبه أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، على أهمية العمل وحشد كل الجهود من أجل نجاح وقف إطلاق النار في لبنان واستقرار الأوضاع فيها وتحقيق الأمن والسلام في لبنان.
وخلال لقاء جمع ميقاتى مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن في روما أكد الجانبان، ضرورة حشد الجهود من أجل وقف إطلاق النار الشامل في قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية وانسحاب إسرائيل الكامل، وتولي دولة فلسطين مهامها في قطاع غزة وفقاً لقرار مجلس الأمن 2735 إلى جانب تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية القاضي بإنهاء الاحتلال وعقد مؤتمر دولي للسلام في منتصف العام المقبل، كما جرى تأكيد أهمية حصول دولة فلسطين على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، وتحقيق المزيد من الاعترافات الدولية بدولة فلسطين.
التحدى الأكبر
اعتبر ميقاتى أن التحدي الأساسي الذى يواجهه لبنان يتمثل في إلزام اللجنة المكلفة متابعة هذا الملف إسرائيل بوقف خروقاتها وسحب قواتها من الأراضي اللبنانية"، وقال: "نحن ننتظر تنفيذ هذه التدابير بضمانة أمريكية- فرنسية ، ولكن لا نرى التزاما إسرائيليا بذلك.
وأضاف: "إن جيشنا بدأ توسيع انتشاره في الجنوب ومعنوياته عالية جدا، وهو يعمل على بسط سلطة الشرعية اللبنانية، ولكي لا يكون هناك سلاح خارج السلاح الشرعي. ونحن في هذا السياق نعوّل على استمرار دعم الاشقاء والاصدقاء الجيش على الصعد كافة لتمكينه من القيام بدوره كاملا".
وكانت العاصمة اللبنانية بيروت والضاحية الجنوبية، وفي راشيا والبقاع الغربي، ومنطقة الزهراني والقطاع الشرقي، ومنطقة مرجعيون فى الجنوب اللبناني، قد شهدت أيضا تحليقا كثيفًا للطيران الحربى الإسرائيلى على علو منخفض.
ومن جانبه أكد السفير المصري في بيروت ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في لبنان، وتطبيق القرار الأممي 1701، مؤكدًا ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، وقال "نأمل أن تسفر جلسة 9 يناير عن اختيار رئيس للجمهورية في لبنان"
وعلى صعيد تحركات الجيش اللبنانى فقد تمركزت وحداته في 5 نقاط حول بلدة الخيام، بالتنسيق مع "اليونيفيل"، ضمن إطار المرحلة الأولى من الانتشار في المنطقة، بالتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي منها، وذلك بعد الاتصالات التي أجرتها لجنة الإشراف الخماسية حيث إن جيش الاحتلال تلكأ فى تنفيذ الاتفاق مرارًا مما دفع الجيش اللبناني للشكوى من محاولة تعطيل الاتفاق .
ولم يستكمل الجيش خطة الانتشار حتى الآن، في انتظار الوحدات المختصة الوقت المناسب للدخول إلى البلدة وإجراء مسح هندسي لها بهدف إزالة الذخائر غير المنفجرة.
ودعت قيادة الجيش المواطنين إلى عدم الاقتراب من المنطقة والتزام تعليمات الوحدات العسكرية إلى حين انتهاء الانتشار.
وفى سياق متصل قام رئيس القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا بزيارة مؤخرا إلى لبنان للتفاوض على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقالت القيادة في بيان نشرته على منصة "إكس": لقد زار الجنرال مايكل كوريلا بيروت والتقى بقائد الجيش اللبناني جوزف عون وباللواء كاسبر جيفرز الرئيس المشارك لآلية مراقبة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة