مازالت الأوضاع السياسية والأمنية والإنسانية في سوريا غامض، منذ أن تم الإعلان إسقاط نظام بشار الأسد من قبل الفصائل المسلحة التي تقودها هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني، وسط تحذيرات ومطالب للقوى الخارجية ببذل الجهود لتجنب انهيار المؤسسات الحيوية السورية عقب الإطاحة بنظام "الأسد".
ومنذ فتح سجن صيدنايا سيء السمعة في دمشق، ظهر العديد من الحالات الإنسانية التي عان بسببها آلاف الأشخاص الذين ظلوا وراء القضبان لسنوات عدة، وقد أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، السبت، إنها وثقت اعتقالات تعسفية، وعمليات تعذيب لعشرات الآلاف من السوريين منذ 2011.
وأضافت المنظمة عبر منصة "إكس"، أن الاعتقالات التعسفية والتعذيب لعشرات الآلاف من السوريين، ترقى لجرائم ضد الإنسانية، وتابعت: "حلم المساءلة عن سنوات من الجرائم والوحشية أصبح أقرب إلى التحول إلى حقيقة بالنسبة للسوريين المنتشرين في جميع أنحاء العالم".
وعن الأوضاع السياسية قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، السبت، خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في الأردن، إنه " "يجب ضمان عدم انهيار مؤسسات الدولة، والحصول على المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن".
وأضافت: من المهم أن نرى مسارا سياسيا حقيقيا يجمع بين كل الأطياف في سوريا، ومن المهم أيضا عدم انهيار مؤسسات الدولة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا في أسرع وقت".
ورد بلينكن قائلا إن بلاده تعمل مع الشركاء في المنطقة لدعم التحول السياسي السوري، وأضاف: "للأمم المتحدة دور في دعم الشعب السوري خصوصاً خلال هذه المرحلة".
وقد دعت حكومة تصريف الأعمال في سوريا، مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراءات، لإجبار إسرائيل على الوقف الفوري لهجماتها على الأراضي السورية، والانسحاب من المناطق التي توغلت فيها في الشمال، على نحو يشكل انتهاكاً لاتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، حسب ما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
وقال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك، في رسائل متطابقة إلى المجلس، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، حصلت عليها "أسوشيتد برس"، إنه كان يتصرف "بناءً على تعليمات من حكومته" في تقديم المطالب، ويبدو أن هذه هي الرسالة الأولى للأمم المتحدة من الحكومة السورية الجديدة.
وكتب السفير الضحاك: "في الوقت الذي تشهد فيه الجمهورية العربية السورية مرحلة جديدة في تاريخها، والتي يتطلع فيها شعبها إلى إقامة دولة حرية ومساواة وسيادة قانون، وتحقيق آماله في الرخاء والاستقرار، توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق إضافية من الأراضي السورية في جبل الشيخ ومحافظة القنيطرة".
وتنقل إسرائيل منذ الانهيار المفاجئ لحكومة الأسد في مطلع الأسبوع قوات إلى المنطقة العازلة على الجانب السوري من الخط الفاصل مع هضبة الجولان المحتلة، كما تنفذ مئات الغارات الجوية لتدمير أسلحة الجيش السوري وعتاده.
وبعد ساعات من الإطاحة بالنظام السوري، ضربت طائرات مقاتلة وسفن حربية إسرائيلية أهدافاً عسكرية، بما في ذلك مقاتلات وطائرات هليكوبتر وسفن عسكرية ومخازن صواريخ ومواقع تصنيع أسلحة، لتجنب وقوعها في أيدي فصائل المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد.