لوحات الألم.. الحرب في عيون الأطفال (2-3).. أبناء السودان يعبرون عن أكبر أزمة نزوح في العالم عبر الفن.. ديما ترسم قلبا منقسما على حال الوطن.. مهند يستحضر مشهد قذف منزله.. وسماح تتمنى العودة لبيتها (صور وفيديو)

السبت، 28 ديسمبر 2024 11:00 م
لوحات الألم.. الحرب في عيون الأطفال (2-3).. أبناء السودان يعبرون عن أكبر أزمة نزوح في العالم عبر الفن.. ديما ترسم قلبا منقسما على حال الوطن.. مهند يستحضر مشهد قذف منزله.. وسماح تتمنى العودة لبيتها (صور وفيديو) لوحات الألم.. الحرب فى عيون الأطفال
كتبت أميرة شحاتة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رئيس منظمة الطوارئ الدولية: الاغتصاب والإساءة وسوء التغذية والرعاية الصحية تهديدات تواجه أطفال السودان   

طبيبة بمستشفى الخرطوم تسرد تفاصيل انقطاع الخدمات الطبية بأكبر منشأة صحية بالسودان

يواصل "اليوم السابع" رصد أوضاع الأطفال في مناطق الصراع وقصصهم الذاتية عبر الفن، وذلك من خلال الحلقة الثانية من سلسلة "لوحات الألم.. الحرب في عيون الأطفال"، حيث ننتقل من أطفال غزة إلى أطفال السودان، الذين يعانون أكبر أزمة نزوح في العالم، بواقع 7 ملايين طفل نازح وفقًا لأحدث بيانات نشرتها منظمة الهجرة الدولية في أكتوبر الماضى، وعبروا عبر لوحاتهم البسيطة عن مأساة ترك منازلهم وأصدقائهم ومدارسهم وذكريات الطفولة خلفهم وسط صوت الانفجارات وإحاطتهم بالدمار إلى مكان يمكن أن يروا مستقبلا فيه.

لوحة "بنحبك يا سودان.. لا للحرب"

طفل ينكث رأسه ويجلس مكتوف الأيدي بجانبه لعبته المحشوة بينما تنقسم بجانبه البيوت، هكذا عبر مؤمن عن الانقسام الذى أحدثته الحرب في السودان، تخيل أن طفل 5 سنوات يعبر عن الحرب في لوحة بالقلم الرصاص والألوان تعبر عن الانقسام بشكل بسيط ورمزى ولكنه عميق وملىء بالمشاعر المؤلمة التي يختبرها طفل لا حول لهم ولا قوة، بينما تعتلى اللوحة هذه الكلمات "بنحبك يا سودان.. لا للحرب".

لا للحرب
لا للحرب

قلب ينقسم على حال الوطن

رسمت ديما التي تبلغ 8 سنوات، لوحة بها مدفعية وقذائف وعلم السودان فوق البيوت المنهارة مع قلب أحمر ينقسم ومكتوب في الأعلى "بلدنا يموت الآن".

ديما ومؤمن هما أبناء عم، كانا يعيشان في الخرطوم عندما اندلعت الحرب، وبعد أن شهدا الأيام الخمسة الأولى من المعارك العنيفة، قررت أسرهما أنه لم يعد بالإمكان البقاء، وأنه قد حان الوقت للبحث عن ملاذ آمن، حيث انطلقا إلى قريتي عائلتهما، سنار وسنجة، الواقعتين على الضفة الغربية لنهر النيل الأزرق، وأمضا هناك ثلاثة أشهر، لكن مع مرور الوقت، قررا المغادرة وسافرا إلى بورتسودان، حيث يوجد المطار والميناء الوحيدين في البلاد.

رسومات 4
قلب ينقسم على حال الوطن 

الحياة قبل الحرب وبعدها

عندما طلبوا من سماح عبد اللطيف طفلة الـ9 سنوات أن ترسم لوحة، عكست ببساطة مشهد الحياة الي ألفته والحياة التي لم تألفها في لوحة واحدة، انقسمت إلى جزئين قبل الحرب وبعد الحرب، وشمل مشهد قبل الحرب على الألوان والشجر والورود وبعض البيوت حولها، إنما الجزء الثانى فجاء دون ألوان باهت في مشهد بلا منازل بل بعض الصخور المكونة لحائط فاصل وشجر خالى من الأوراق مع طائرة تقصف في أعلى اللوحة.

قبل وبعد الحرب
قبل وبعد الحرب

طفل يستحضر مشهد قذف منزل العائلة

شارك مهند عبد اللطيف الذى يبلغ من العمر 12 عامًا بلوحتين، تصور اللوحات منزل العائلة الممتدة في الخرطوم حيث تسكن الأسرة، والهجوم على المنزل ومن ثم قذفه بالدانات.

لم يعبر الأخ والأخت مهند وسماح عن مشكلتهما فقط بل هما من بين الملايين الذين اضطروا للفرار، هربًا من الصراع المستمر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع الذي اندلع في أبريل 2023.

واجهت عائلتهما، التي كانت تعيش في أم درمان، تهديدات مستمرة كما تعرض منزل الأسرة للاقتحام عدة مرات، مما اضطرهم في النهاية للبحث عن ملاذ آمن، حيث نزحوا جميعا إلى مدينة القضارف في شرق السودان.

رسومات 3
طفل يستحضر مشهد قذف منزل العائلة

رسالة للوحدة من داخل مخيم

عبرت الطفلة مشكاة جمعة التي تبلغ من العمر 12 عامًا من خلال لوحتها البسيطة عن طلبها للوحدة بين شعبها، متأثرة بنزوحها من مسقط رأسها أمبدة في أم درمان إلى مخيم السروراب للنازحين في الأشهر الأولى من الحرب، حيث أظهرت في رسمتها جندي في الجيش يرفع العلم السوداني، مع عبارة "جيش واحد شعب واحد".

رسومات 2
جيش واحد شعب واحد

لوحة "أتمنى العودة شرقا"

رسمت خديجة نفسها وأصدقاءها، مع عبارة "أتمنى العودة شرقًا" حيث يقع منزلها في بحري، فجاءت خديجة عبد الله التي تبلغ 12 عامًا مع عائلتها إلى مخيم السروراب للنازحين في منتصف شهر مايو 2024، من منطقة ببحري، تعرف بالخرطوم بحرى.

رسومات
اتمنى العودة

الاغتصاب والإساءة وسوء التغذية والرعاية الصحية.. تهديدات تواجه أطفال السودان  

حدثتنا روسيلا ميتشو، رئيس منظمة الطوارئ الدولية "Emergency"، عن حال أطفال السودان من قلب الصراع، قائلة "رأينا الكثير من الأطفال واجهوا ويلات الحرب وتعرضوا للإصابات، وكذلك كان لديهم سوء تغذية، حيث ازدادت النسبة من 12 % من الأطفال إلى 37% يعانون من هذه المشكلة، والموقف لا يتحسن لأن الحرب تفرض الكثير من التحديات خاصة في الخرطوم ودارفور، فمن الصعب إرسال الامدادات والأطعمة وكذلك صعب إيجاد الوقود".

وأضافت ميتشو، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "لدينا الكثير من القصص من داخل السودان فنحن نقدم مبادرة لعمليات القلب هناك، حيث تجري عملية قلب مفتوح يوميا، وفى الشهر الماضى كان لدينا طفل يتبع خطة العلاج حتى نفدت أدويته وأخذت الحرب كل شيء، ودُمر منزل عائلته بالقصف، ونزح مع إخوته الخمسة، والآن تضطر الأسرة إلى العيش في خيمة، جاء من دارفور مع والده من أجل إجراء جراحة وظل شهر كامل حتى تمكن من الانتقال، وكان في حالة صعبة جدا بسبب مرضه ولكننا تمكنا من التعامل مع حالته، على الرغم من أن هناك العديد من الآخرين الذين لا يتمكنون من الوصول وتلقى الخدمة المناسبة."

وتابعت ميتشو: "نحتاج لبعض الوقت كى نعرف ماذا يحدث تحديدا داخل السودان والأثر طويل الأمد لكل ذلك، لكننا نسمع القصص من السيدات وعائلاتهم عن الإساءة وحالات الاغتصاب وهذا أمر يحدث في مناطق مختلفة، في الخرطوم وولاية الجزيرة ودارفور حيث نعلم أن هناك الكثير من الأشخاص يواجهون حقًا جرائم الحرب والإساءة، والمحظوظين فقط يستطيعون الوصول إلى التشاد لكن الكثير لم يصلوا.

وأكدت ميتشو، أن تقرير صادر عن بعثة تقصي الحقائق المستقلة الدولية في أكتوبر أشار إلى وجود أسباب معقولة للاعتقاد بأن الأفعال المرتكبة في السودان، تصل إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك التعذيب والاغتصاب والعبودية الجنسية والاضطهاد على أسس عرقية وجنسانية، وخاصة في الخرطوم الكبرى ودارفور وولاية الجزيرة.

عدد اليوم السابع ملف لوحات الألم
عدد اليوم السابع ملف لوحات الألم

تعمل منظمة الطوارئ في السودان منذ أكثر من 20 عام الآن، ولم تغادر عندما بدأت الحرب، ومازالت تعمل في الخرطوم ونيالا وفى بور سودان، ووسعت أعمالها في المستشفيات في مناطق أخرى مثل عطبرة مدنى كسلا، كما أن معظم أعمالها مرتبطة بالأطفال وصحتهم، وارتفعت اعمالها بنسبة 60% فيما يخص الأطفال، وفى الخرطوم نفسها فتحنا عيادة أطفال منذ 6 أشهر.

ومن جانبها كشفت دكتور نهلة جعفر، أخصائى علاج الأورام ورئيس قسم وحدة الرعاية التلطيفية في مستشفى الخرطوم، أن المستشفى أصبحت مكان لا يمكن الوصول له أبدا، قائلة "حتى المستشفى تعرضت للنهب وفقدنا الكمبيوتر الذى يحمل كل المعلومات الخاصة بالمرضى، فحاولنا تجميع أرقام الهواتف من التمريض وعملنا شبكة نطمئن على منظمى الخدمة الصحية في ذلك الوقت، لأن الناس فقدت ممتلكاتها والخدمات البنكية الالكترونية تعطلت، فحاولنا مساعدة بعضنا حتى نصل لأماكن آمنة في مدينة الدامر".

دكتور نهلة
دكتور نهلة جعفر

وأضافت في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "وصلنا لعدد 500 مريض من أصل آلاف المرضى، وأصبحنا نسجل في الدفتر بدل الكمبيوتر وأوصينا المرضى بالتحرك من مدينة لأخرى حتى يصلوا إلينا"، مضيفة: "كان مستشفى الخرطوم المنشأة الرئيسية في السودان الذى تخدم 80% من مرضى الأورام ولكن تم خسارة هذا المكان الطبي، الذى كان يجتمع فيه المرضى من مختلف الأقاليم."

وأشارت إلى الظروف التي واجهها مرضى الأورام بشكل خاص منذ ذلك الوقت، حيث إنهم بعد عدة شهور من الانتقال لم يتمكنوا حتى من التواجد فى مدينة مدنى التي وقعت تحت الحصار وانتقلوا لبورتسودان حتى يتمكنوا من مواصلة جلسات الكيماوى لعلاج الأورام، ولكن الوضع ليس سهلا فى هذه المنطقة، حيث أصبحت من المناطق المزدحمة وأسعار السكن فيها باهظة.

وتأسف دكتور نهلة على حال السودان، مؤكدة أن تأثيرات الحرب كثيرة جدا، والتأثير على المرضى الخدمات الطبية كان كبير، حيث انقطعت الخدمات لأنه خلال أول أسبوعين تم قصف 28 مستشفى.

واختتمت حديثها بأن الشريحة الأهم في هذه المعادلة والأكثر تضررا هي الخاصة بالأطفال لأن ليس لديهم تعليم وآبائهم ليس لديهم دخل، فعدد من الأسر سافروا لدول لأخرى من أجل حصول أبنائهم على التعليم والحياة الأفضل.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة