في أجواءٍ يختلط فيها الإيمان بالفرح، وتغني الكنائس بأصوات الترانيم والأدعية، أتمت الأجهزة الأمنية استعداداتها القصوى لتأمين قداس عيد الميلاد المجيد، والذي يتزامن مع ليالي الأمل والسلام.
على أبواب الكنائس وفي محيطها، انتشر رجال الأمن، يشدون هممهم لتوفير أجواء آمنة تساعد الأخوة المسيحيين على الاحتفال بعيدهم وسط الطمأنينة، بعيدًا عن أي قلق قد يزعج صفو هذه المناسبة المقدسة.
في ليلةٍ من ليالي الاحتفال، حيث تضاء الأنوار في الكنائس، وتتصاعد الترانيم، الخطط الأمنية تترسخ في الواقع، تمامًا كما رسمتها أيدي الخبراء والمختصين، فقد تم رفع الحالة الأمنية إلى الدرجة القصوى، حيث كُلفت فرق أمنية متخصصة لضمان الاستعداد التام لمواجهة أي تهديدات محتملة، من خلال تلك الاستعدادات الدقيقة، ضمنت الأجهزة الأمنية تفعيل أعلى درجات الحذر واليقظة، مع مضاعفة الجهود المبذولة للحفاظ على الأمان.
في قلب تلك التحضيرات، الملمح الأبرز هو العمل على خلق بيئة آمنة للمحتفلين، تمثلت في فرض حرم آمن حول كل كنيسة، محاطًا بتواجد مكثف لرجال الأمن.
إن هذا الإجراء ليست مجرد نقطة تفتيش أمنية، بل إشعارًا بوجود نظام مراقبة متكامل يغطي كافة الطرق والمحاور الرئيسية، مما يسمح بالاستجابة السريعة لأي طارئ، والتعامل معه بما يضمن حماية المصلين والمحتفلين بعيد الميلاد.
ومن ثوابت الخطة الأمنية التي تم تفعيلها، توفير مناخ آمن للمواطنين أثناء الاحتفالات، لا تقتصر الخطة على الحواجز الأمنية أو التفتيش، بل تتضمن أيضًا تكريس مفهوم الاحترام المتبادل بين رجال الأمن والمواطنين، حيث تقوم الفرق الأمنية بمتابعة الحضور ميدانيًا، مع مراعاة البعد الإنساني في التعامل مع المصلين، إذ يتسم رجال الأمن بالكفاءة العالية، مستعدين للتعامل مع أي مواقف طارئة بمرونة وحرفية.
وبالنظر إلى ما تحمله الليالي من تدابير وحذر، تُحكم الأجهزة الأمنية الرقابة على الطرق الحيوية والمرافق الهامة، بما في ذلك المنشآت السياحية ودور العبادة، كما تتواجد الدوريات الأمنية على مدار الساعة، تسعى إلى تأكيد الردع العام لكل من تسول له نفسه المساس بأمن وسلامة المواطنين أو النيل من استقرار الدولة.
"الجاهزية التامة" لم تكن مجرد شعار، بل واقعًا ملموسًا، إذ تسابق رجال الأمن إلى تنفيذ الخطط الأمنية بدقة متناهية، فبينما الأنوار تتلألأ في سماء الكنائس، رجال الأمن يتأهبون داخل محيطها، وأعينهم ترصد كل حركة، وأيدهم جاهزة لأي تحرك يستدعي التدخل السريع.
الخطط الأمنية تتناغم مع ترددات أجراس الكنائس، حيث تتعاون الفرق الأمنية على تأمين مداخل ومخارج الكنائس، مع تخصيص فرق خاصة لتفتيش السيارات والمركبات المارة.
إن الجهود الأمنية ليست قاصرة على تأمين الأماكن والشوارع، بل تشمل أيضًا ضمان توفير المناخ المناسب لأخوتنا المسيحيين للاحتفال براحة وطمأنينة، فنفس الإجراء الذي ضم الشوارع المحيطة بالكنائس إلى نطاق الحماية، امتد ليشمل حماية وسائل النقل العامة التي يستخدمها المواطنون للوصول إلى أماكن العبادة.
وفي تلك الليلة العابقة بالسلام، تتكامل جهود الأمن مع روح العيد، ليُحتفل بعيد الميلاد المجيد في جوٍ من الطمأنينة، تضمن فيه الشرطة حماية المواطنين ومؤسساتهم، وبينما الأنظار تتوجه نحو السماء، تراقب الأجهزة الأمنية بعيون يقظة، معززة أمنًا واطمئنانًا في قلوب الجميع.
قد تكون خطط الأمن والخدمات الميدانية تحفظ لنا ليل آمنًا، لكنها لا تكتمل دون الروح الإنسانية التي يتمتع بها رجال الأمن، والذين يظلون يقظين خلف أيديهم وقلوبهم لضمان أن يبقى هذا العيد مناسبة تهتف بالسلام والأمان، وأن تظل الكنائس تحتفل بفرح وطمأنينة.