ناقش "منتدى التشريع بالمشاركة" الذى ينظمه مركز القاهرة للتعليم المدنى برعاية منظمة كونراد إيدنهاور، بالتعاون مع حزب الإصلاح والتنمية على مدى يومين قانون نقل وزراعة الأعضاء الجديد والذى تستعد لجنة الصحة بمجلس الشعب لمناقشته خلال شهر مارس الجارى.
استعرض المنتدى خلال ورشة العمل أمس كافة الآراء حول مشروع القانون الذى أحدث جدلا ً كبيرا ًوعرض على مجلس الشعب أكثر من مرة سابقة، ولم يتم إقراره لأكثر من سبب، لعل أهمها على الإطلاق الخلاف القائم بين الأطباء وبعض رجال الدين حول موت جذع المخ والتخوف من تحول نقل وزراعة الأعضاء إلى تجارة.
بدأت المناقشات بحديث د.مرتجى نجم المسئول عن المستشفيات الحكومية ود.محمد هلال مدير عام مستشفى الساحل عن دور الدولة فى تحمل نفقات عمليات زراعة الكبد والتى بدأت فى مصر عام 2001 فى بعض المستشفيات الخاصة.
أشار هلال إلى أن تأخر استصدار التشريعات اللازمة بنقل وزراعة الأعضاء فى مصر جعلنا متأخرين عن بعض الدول المجاورة، مضيفاً أن قائمة انتظار المرضى المحتاجين لزراعة الكبد أصبحت كبيرة والعلاج مكلف ويمثل عبئا أكبر على كاهل الدولة والمريض.
تحدث د.عمرو الوردانى أحد أعضاء دار الإفتاء المصرية عن احترام كرامة الإنسان فى الشريعة الإسلامية، وضرورة ضمان عدم تحول أعضائه إلى سلعة تباع وتشترى، واتفق د.عاشور السيد رميح أستاذ الجهاز الهضمى وجراحة الكبد مع د.عمرو الوردانى فى عدم الاعتداد بوفاة جذع المخ، مؤكدين على ضرورة مصاحبته لبعض الظواهر الحسية للوفاة.
بينما اختلف العديد من المشاركين فى الورشة لهذا الرأى، ورأوا أن نقل الأعضاء بعد ظهور العوارض الحسية للوفاة يصبح بلا فائدة ولا يمكن الاستفادة منها على الإطلاق.
واتفق الحاضرون على ضرورة تجريم القانون لنقل الأعضاء الجنسية والتناسلية والذى بدأت بعض التجارب عليها فى بعض الدول.
جاء حديث أنور عصمت السادات وكيل مؤسسى حزب الإصلاح والتنمية حول ضرورة استصدار قانون نقل وزراعة الأعضاء بأسرع وقت، حتى يتسنى للعديد من مرضى الفشل الكلوى والكبدى ومرضى فيروس التهاب الكبد الوبائى والمحتاجين إلى زراعة القرنية فى العين لاستعادة أبصارهم وتحقيق أملهم فى الشفاء.
مؤكداً على دور المجتمع المدنى فى دعم التشريعات التى يحتاجها المواطنون، والاشتراك فى مناقشتها، مشيرا لضرورة مراعاة القانون للحالات الفقيرة والتى لا تستطيع تحمل نفقات العلاج.
تحدث د.عصام العريان أمين صندوق نقابة الأطباء فى ورشة العمل عن مساندة النقابة والأطباء جميعا لقانون نقل وزراعة الأعضاء، وأكد أنه لا خلاف دينى على مشروع القانون فى ظل ضرورة تغليب منطق المصلحة العامة، مع مراعاة الجانب الإنسانى للحالات المرضية التى فى انتظار استصدار القانون منذ سنوات، وأكد أن الأطباء متفقون فيما بينهم على الاعتداد بوفاة جذع المخ.
تحدث الأنبا بيشوى فهيم سعد أحد كهنة مطرانية المنوفية بشبين الكوم حول مشروع القانون، مؤكداً أن الدين المسيحى يحض على المحبة، واعتبر أن التبرع بالأعضاء نوع من المحبة التى فرضها الله على عبادة، مشيرا أن التكاتف والتكافل بين البشر هو طريقهم سعادة الإنسانية فى الدنيا والآخرة.
كان المنتدى قد اختتم مناقشاته بتوصيات جاء أهمها سرعة استصدار قانون نقل وزراعة الأعضاء، خاصة مع مراعاة الجوانب الإنسانية والحالات الفقيرة ورأى رجال الدين الإسلامى والمسيحى، والأخذ فى الاعتبار تجريم عمليات الاتجار فى الأعضاء البشرية، ويقوم المنتدى باختيار خمسة من المشاركين فى الندوة لحضور جلسات الاستماع ومناقشة مشروع القانون فى مجلس الشعب.
ما زال قانون نقل وزراعة الأعضاء يثير جدلاً فى مصر