نجح ملوك إسبانيا فى دس عملاء لهم فى قصر آخر ملوك الأندلس أبوعبدالله الأحمر ملك غرناطة وذلك بهدف معرفة حركاته وسكناته، وكما يقول محمد عبدالله عنان وكتب المؤرخين إن الملكين الإسبانيين قاما بدس رجلين مسلمين يفترض فيهما الولاء لأبى عبدالله وليس للصليبيين.
يواصل الباحث الإسبانى ليوناردو بيلينا كشفه حقيقه بكاء آخر ملوك الأندلس ملك غرناطة المسلم أبو عبدالله الأحمر، حيث توقفنا عندما خطف حاكم فاس آخر ملوك الأندلس بعد طرده من غرناطة
كانت معركة غرناطة هى الأخيرة فى سلسلة معارك حرب الاسترداد كما أطلق عليها أعداء الاسلام والعرب، وهم ملوك إسبانيا الذين رفعوا شعارا هو إما إسبانيا خالية من العرب أو الإسلام أو النهاية
نهض آخر الفرسان الأندلسيون العظام، موسى بن أبى غسان، وصاح: «لا تخدعوا أنفسكم ولا تظنوا أن النصارى سيوفون بعهدهم، ولا تركنوا إلى شهامة ملكهم، إن الموت أقل ما نخشى، فأمامنا نهب مدننا وتدميرها
يقول الأستاذ محمد عبدالله عنان: وهذا أفضل ما يمكن الوصول إليه فى مثل هذه المحنة، لو أخلص النصارى فى عهودهم، لقد ارتضاها المسلمون والشك يساورهم فى وفاء أعدائهم، ولما أنسى فرديناند وإيزابيلا ريب المسلمين وتوجسهم،
صاح الأمير الخائر الضعيف أبوعبدالله الأحمر «الله أكبر لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا راد لقضاء الله.. تالله لقد كتب علىّ أن أكون شقيا وأن يذهب الملك على يدى»
كان موسى بن أبى الغَسَّان آخر سطر فى سفر الحق والبطولة والمجد؛ ذلك الذى كتبه العرب المسلمون فى ثمانمائة سنة، فمحاه الإسبان فى سنوات، ولم يبق إلا هذا السطر
قد يسقط من التاريخ سهوا موقفا أو شخصا ما وذلك لقلة أو لعدم وجود من يسجل التاريخ فى تلك اللحظة، ولكن لا يمكن أن يُسقط بلدا سهوا بدون تسجيل ماذا حدث فى تلك الليلة، ومع ذلك لم يكتب التاريخ عن تلك الليلة إلا القليل.
يقول هذا المؤرخ ابن عذرا فى مؤلفة عن الأندلس كان ملك قشتالة يبث القسيسين والرهبان من البرتغال إلى القسطنطينية، ينادون فى البلاد من البحر الرومى إلى البحر الأخضر، غوثاً غوثاً
المأساة التى أصيب بها أهل الأندلس كانت واحدة من القضايا التى ألهمت آلاف الشعراء ويكفى ما قاله أحدهم:
بعد الذى عرضناه عن محاكم التفتيش، السؤال التالى: لماذا نعود إلى محاكم التفتيش، ونستعرضها هكذا؟، هل لنتباكى على مآسٍ مضت أم لنستذكر أحزانًا انقضت؟
نعم بعد أن تفرغ آباء الكنائس الإسبانية فى ذبح المسلمين والعرب باسم محاكم التفتيش بدأوا فى الإعداد لمذابح لا تقل بشاعة للمسحيين الذين يستخدمون العقل فى التفكير
وفى مايو /1611م، صدر قرار إجرامى للقضاء على المتخلفين من المسلمين فى بلنسية، يقضى بإعطاء جائزة ستين ليرة لكل من يأتى بمسلم حى، وله الحق فى استعباده
3 أنواع من الأحكام تصدرها محاكم التفتيش الإسبانية التى تعد أسوأ محاكم عرفها التاريخ الإنسانى فى حق من اتهم بممارسة الإسلام سراً.
اليوم نواصل كشف المسكوت عنه فى محاكم التفتيش والتى اعتذر عنها قيادات دولتى الأندلس والبرتغال، فيقول الدكتور راغب السرجانى فى بحثه الخطير عن محاكم التفتيش
فى حمأة تلك الحملة الظالمة على المسلمين، كما رأينا، تم تشكيل محاكم التفتيش، التى مهمتها التأكد من «كثلكة» المسلمين، وقد تبين للمحاكم أن كل أعمال «الكثلكة»
التهجير والطرد الجماعى للأندلسيين من غرناطة كان واجبا مقدسا تقوم به الكنيسة الإسبانية، فقد أجبرت محاكم التفتيش الآلاف من المسلمين واليهود والعرب بخيارين كلاهما مر
اليوم نواصل كيف أثرت محاكم التفتيش على العلاقة بين الشرق والغرب، ويكفى أن نذكر أن الرئيس البرتغالى جورج سمبابو بدوره اعتذر عن جرائم أجداده بحق العرب أثناء محاكم التفتيش
لم تستثنِ وحشية محاكم التفتيش طفلاً أو شيخاً أو امرأة، والهدف هو إبادة المسلمين، بالأندلس والمطلوب من المسلمين العمل على إعادة كتابة تاريخ صحيح.
وإلى هذه اللحظة ما زال هذا التل- الذى وقف عليه الصغير- فى إسبانيا، وما زال الناس يذهبون إليه يتأمَّلون موضع هذا المَلِك الذى أضاع مُلكاً أسسه الأجداد.