لو أن الجيل السابق من زعماء الشرق الأوسط أحياء يرزقون الآن لارتعدت فرائصهم من هول ما يجرى على ساحته: زيارات, ولقاءات, وأحضان, بل حميمية تصل إلى حد النوم فى الفراش الواحد بين أعداء الأمس التاريخيين.
ميشال عون فى طهران، وسمير جعجع فى القاهرة!
يا للهول.
أهكذا تتبدل الأدوار والعواصم فى الشرق الأوسط, سريعا وبلا منطق؟
عون, وجعجع.. المخضبة أياديهما بدماء السوريين واللبنانيين, واللذان لم يتورعا فى وقت ما عن مصافحة الإسرائيليين على تل من أشلاء جثث لبنانية وفلسطينية وسورية يحظيان باستقبال الأبطال فى العاصمتين الكبريين بالمنطقة.
ما هى حسابات القاهرة وطهران فى مضايفة لوردى الحرب اللبنانيين؟
معادلة كفتى الميزان على الساحة اللبنانية, لا أكثر. والمكايدة السياسية فحسب.. لكن أيا من العاصمتين لم تعتمد إستراتيجية جديدة فى المنطقة تتخذ من بقايا المارونيين اللبنانيين الذين طالما جاهرهم جمال عبدالناصر والخومينى العداء حلفاء. مع ذلك يمكن تفسير استقبال الرئيس مبارك لجعجع والسماح له بعقد مؤتمر صحفى يندد فيه بالحشود السورية على حدود لبنان, والسماح لوليد جنبلاط بالأمر ذاته بأنه لا يخرج عن كونه مكايدة لسوريا. أما اصطدام لحى آيات الله فى طهران بخد عون الأملس وغرقهما فى جحيم من القبل باعتباره رجل حزب الله القادم المنوط به تجديد عهد المحبة والصداقة السرمدية ضد إسرائيل والشيطان الأكبر (الولايات المتحدة)، فهو خطوة فى ذات الاتجاه. الكل يحصى صداقاته وحساباته, فى لحظة هدنة تاريخية قد لا تطول كثيرا.
لعبة سمجة؟
ربما.. لكن الرد السورى (الإيرانى) عليها باستقبال عون فى طهران, لا يقل سماجة. والمحصلة النهائية لهذا كله أن أعداء الأمس أصدقاء اليوم, ويبيتون على نفس السرير الواحد ولو مؤقتا, لليلة واحدة.
فماذا تنجب ألعاب المراهقة تلك؟
لا شىء بالتأكيد, لأن حقائق الجغرافيا والتاريخ أقوى من أى نزوات سياسية عابرة.
والمحصلة النهائية: حمل كاذب, قد يظنه الكثيرون ابنا شرعيا لقبلات ولقاءات تمت تحت أعين وبصر الجميع.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة