من أين تأتى هذه السيدة بكل هذه القوة؟
لقد تحملت جميلة إسماعيل ما لا يستطيع تحمله الكثيرون، فهى تقف تقريبا وحيدة، إلا من بعض المخلصين، بعد أن انفض عنها الكثيرون الذين كانوا يتهافتون عليها هى وزوجها، الآن وحدها تقف أمام سطوة سلطة حاكمة، أجهزة إعلام، أجهزة أمن، مجلس شعب، شورى،حزب وطنى، أحزاب مناوئة، أصدقاء تحولوا إلى أعداء.. كارهين قفزوا من المركب الغارق إلى مراكب أخرى.
ومع ذلك وبالرغم من كل ذلك استطاعت السيدة الرقيقة صناعة مؤسسة ضخمة، بعرق من لا يملك أى شىء، ليسبب كل هذا الصداع للذين يملكون كل شىء. الأمر هنا لا يتعلق بأن زوجها السجين الدكتور أيمن نور على حق أم على باطل.. تتفق معه وتراه ضحية سياسية، أم تختلف معه وتراه مزورا.. فى الحالتين، أظن أنك لابد أن تقدر إلى أبعد الحدود معاناة هذه السيدة النبيلة.
فمن أين أتت بكل هذه القوة وكل هذا الإصرار؟
لا أظن أنها السياسة، ولكنها الأخلاق.. أو ما يسميه المصريون »الجدعنة والأصل الطيب«، الذى جعلها تفعل المستحيل لمساندة زوجها السجين الدكتور أيمن نور، مثل أى زوجة وفية، تحمى ظهره، تدافع بشراسة القطط عندما يقترب احد من أولادها، فهى تؤمن إيمانا مطلقا برجلها وسندها فى الدنيا.
جميلة لا تترك مناسبة وإلا ترفع يفطا تطالب بالإفراج عن نور، لا تترك مؤتمرا إلا وتذكر الرأى العام بأن هناك سجينا يحتاج إلى مساندة، لم تترك محفلا دوليا إلا ولجأت له.. بل ولجأت إلى الكونجرس الأمريكى وإدارة بوش المختلف عليها. تحملت جميلة الاختلاف السياسى، وهو مشروع، وتحملت ما هو أصعب بكثير على أى امرأة، وهو الإساءة الشخصية.
كما قلت لك دعك من الخلاف السياسى حول ما تفعله السيدة جميلة.
ودعك من الخلاف السياسى مع الدكتور أيمن نور.
فكل هذا قابل للأخذ والرد.
ودعنا نمنح بعض الورود للأم والزوجة السيدة جميلة إسماعيل.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة