اسمحوا لى أن أتحدث مرة أخرى عن الصحافة والصحفيين، لأن الأيام الماضية شهدت نكتة سخيفة لكنها مضحكة فى نفس الوقت.. طوال ثلاثة أسابيع والصحفيون وأنا منهم- يتحدثون تحت عناوين عريضة عن الشركة الإماراتية التى أبرمت عقد رعاية مع الزمالك، ثم هربت منه وكأنها تهرب من محاولة اغتيال.. وببساطة شديدة، جاءنى صوت الدكتور صبرى أبو علم عضو مجلس إدارة الزمالك ينفى وجود شركة إماراتية من الأصل.. وأن الشركة المعنية بالصفقة هى «مصرية روسية» مَسح أرقام هواتف مسئوليها قرفًا وإحباطًا من مفاوضات وهمية كانت تحمل أغراضًا سرية خبيثة.
لم تكلف إدارة الزمالك نفسها وتبادر بتصحيح معلومة قالت إنها خاطئة.. ولم يكلف صحفى واحد نفسه طوال 21 يومًا أن يسأل عن الشركة، وكأن الذى يحرر كل الصحف رجل واحد، يذيع بيانًا مشتركًا وهو فى حالة إغماء.. ولم تكلف الشركة الحقيقية نفسها، ولو من باب الدعاية، أن تكشف نفسها.
والطريف أننى أكتب هذه المعلومة يوم الأحد.. أى بعد هروب الشركة والتعاقد مع شركة أخرى، ولم اقرأ كلمة واحدة عن هذه النكتة.. وتعذر على امبراطورية الصحافة الرياضية التى تؤكد لنا يوميا عبر إصداراتها أنها تخترق كل الحواجز، وتكشف كل الأسرار، وتنام فى حضن كبار النجوم والمسئولين.. تعذر عليها أن تجاوب على سؤال واحد هو: لماذا ضحت الشركة الوهمية بمليون جنيه دفعتها مقدمًا، حسب خطاب الضمان من أجل الفرار من ورطة الارتباط بالزمالك.
وحاول مرتضى منصور الرئيس السابق للنادى، من خلال اتصال هاتفى،أن يقنعنى أن الشركة الهاربة وهمية لا وجود لها تحت أى مسمى.. وأنها اختراع وكالة إعلانية، رسمت هذا السيناريو الوهمى لكى تقفز هى إلى الصفقة...وبالتالى ليس صحيحًا أيضًا أن يكون هناك أشخاص آخرون من داخل النادى، اتصلوا بمسئولين هم فى الأصل أشباح لا وجود لهم.
المهم أن هذه النكتة واحدة من نكات كثيرة، هى إفراز سباق الانفراد الوهمى الذى تبحث عنه عشرات الصحف، والذى يضطر كثيرًا إلى الاختراع والإبداع فى وسائل تضليل الرأى العام، ومنها مثلاً أن تكتب صحيفة مباراة بثلاثة سيناريوهات قبل أن تبدأ.. سيناريو للفوز وسيناريو للهزيمة وسيناريو للتعادل.. فى سباق آخر للطبع المبكر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة