أمل فوزى

الأطفال يعترضون

الخميس، 30 أكتوبر 2008 03:23 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سألتنى ابنة أخى التى لا يتجاوز عمرها الأعوام السبعة... ليه الناس عاملين كده؟
اندهشت من السؤال ولم أفهم قصدها... دار بيننا حوار خاص ومفاجئ جداً لى.

تقصدى مين؟
الناس فى مصر.. ليه المصريين عصبيين وصوتهم عالى وبيتخانقوا طول الوقت مع بعض.. ليه الناس مش طايقين بعض؟.
تصورت فى البداية إن «ملك» تردد بعضا مما يقوله والداها أو تسمعه منهما، وبعد فترة امتدت من الحوار بيننا فى موضوعات مختلفة، فوجئت بأن ما تقوله، هو اعتراضها الشخصى الخاص المستقل، وبقدر ما فرحت وفخرت بها، بقدر ماخفت عليها وعلى مستقبل غامض ينتظرها هى وأجيالا مثلها. سأكتفى بالحوار من طرف ملك فقط - كما قالته بلغتها وبطريقتها - دون أى تعليق منى.

هم الناس ح يخسروا إيه لو احترموا بعض فى الشارع.. ليه بيشتموا ؟
ليه ماتكونش بلادنا نظيفة زى البلاد التانية، زى مارينا أو باريس ؟
هم المصريين بيتخانقوا مع بعض كده ليه.. يعنى ح يتبسطوا لما نكون زى لبنان ؟
أنا بامشى فى الشارع وأنا متضايقة...باحس إن الناس هنا مش بياخدوا بالهم من الأطفال.. كأنهم مش بيحبوا الأطفال.

طب ليه الناس بتّف فى الشوارع.. مش دى حاجة مقرفة.. إفرضى إنها جت على حد وهوماشى ؟
ليه فى المدرسة، الميس بتعاملنا كأننا بنشتغل عندها، بتهددنا طول الوقت، يعنى أنا بعد ما كنت باحب المدرسة، بقيت أكرهها.. هو أنا رايحة اتعلم ولا اتعاقب. (ملك تدرس فى مدرسة إنترناشيونال). الناس هنا بيعاملوا بعض كأعداء، مع إنهم مفروض يمسكوا فى إيد بعض علشان يكونوا ضد إسرائيل.

أنا لما باتكلم مع أصحابى فى الكلاس فى الحاجات دى، وباحاول أقولهم بلاش خناق، لازم نحافظ على مدرستنا، لازم نساعد بعض ونساعد الغلابة، بيقولوا لى «إنت صغيرة على الكلام ده... مالكيش دعوة بالحاجات دى». أنا باحب مصر، طبعاً، مش هى بلدى، لكن بصراحة باحس أحياناً إنى باكرهها، يعنى لومصر فضلت كده...مش ح افضل أحبها. لما ميس رانيا قالت لنا فى الكلاس.. كلكو ح تاخدوا «بانيش»... قلت لها طب ليه يا ميس بتعاقبينا كلنا، المفروض إنك تعاقبى إللى غلط وبس؟ فقالت لى بطلى تردى يا ملك.

أنا لما أكبر عاوزة أكون صحفية، علشان أكتب لكل الناس كل إللى أنا عاوزاه، وأقولهم الحقيقة، وأعرفهم الصح إللى لازم يعملوه... مش انت بتكتبى كل إللى أنت عاوزاه..وبتقولى الحقيقة للناس؟ سألتنى ملك... فاحتضنتها فى صمت.. لا أعرف هل وصلتها إجابتى؟!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة