أيهما برأيك، السبب فى الغارة الحارقة على مقر حزب الغد الليبرالى يوم الأربعاء الماضى؟..الهجوم غير المسبوق على أحزاب المعارضة فى المؤتمر الخامس للحزب الوطنى بالقاهرة، أم إعلان باراك أوباما فوزه بالرئاسة الأمريكية من شيكاغو؟
كلاهما.
حريق الغد المتعمد، هو النسخة المحلية للحريق الأمريكى التلقائى، وإن اختلفت الوسائل والمقاصد فى إعلان الرفض للسياسات الليبرالية هنا وهناك.
إنه الفرق: الخشونة هنا، والنعومة هناك، وسوء المقصد وخبث الطوية هنا فيما الممارسة الديمقراطية الراقية ولا شىء غيرها هناك. التغيير وقع بقوة الأمر الواقع فى الحالتين. صناديق الاقتراع فى الولايات المتحدة الأمريكية حملت فى طياتها رفضا لما يسمى الاقتصاد الحر بلا روابط، وغضبا من ممارسة طبعة متوحشة من عولمة تذل الرقاب، وترهن مصائر جمهور الناخبين بانخراط قسرى فى آلة نيوليبرالية لا ترحم، وفى المقابل سعت الغوغائية فى مصر إلى النتيجة ذاتها: شطب تجربة ليبرالية لم تكتمل بعد.
فى مصر لم يتشكل تماما فى وعى من دبروا حريق الغد, إنهم يئدون فكرة لليبرالية، تم عرضها بجاذبية أوغرت صدر الأب الأول لليبرالية فى مصر (الوفد), الذى لم ينج بدوره من حريق مشابه قبل عدة سنوات.
هل هى اللعنة تصب جام غضبها على الليبرالية فى مصر، وتحول دون اكتمالها بحرائق لا تبقى ولا تذر؟
أجل، ومما يؤسف له، أن تساق تبريرات كثيرة من جانب مثقفين فى وزن عبدالمنعم سعيد، الذى يتصدى لتفسير الفتور المؤقت لفكرة الليبرالية فى الولايات المتحدة الأمريكية، لكنه لا ينبس ببنت شفة عندما يتعلق الأمر بهدمها إذا ارتبطت بشخص أيمن نور.
سعيد بالمناسبة، عضو فاعل فى حزب ليبرالى آخر، يتناسى ليبراليته إلا عند الحديث عن جراحات اقتصادية مؤلمة، هو الحزب الوطنى الديمقراطى.
ينبرى فقط بالتحليل لفوز أوباما الكاسح والحزب الديمقراطى، (الحزب الأقرب إلى المسحة اليسارية) فى الولايات المتحدة الأمريكية. هل يحدثنا سعيد عن معركة الغد التى نشبت من طرف واحد على الأقل، بعد الهجوم الكبير على المعارضة فى مؤتمر الوطنى، بدلا من إغراق الأوساط السياسية والثقافية المصرية فى الداخل الأمريكى؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة