كاظم الساهر صوت «مدرب»، دافئ، ولو أن مساحته محدودة، لكن صاحبه يعرف حدود صوته ولا يتجاوزها حين نقول أن الأغنية العربية الآن ضعيفة لا يجب أن ننكر أو ننسى وجود استثناءات.
صحيح أن الأغلبية الآن ضعيفة، لكن الأغانى ليست واحدة، والحكم الذى صح على بعض الأصوات لا يصح على أصوات أخرى ولا على ملحنين آخرين. وهناك أصوات لا يستطيع أحد أن يتهمها بالضعف، مثلاً على الحجار وأنغام فى مصر، وماجدة الرومى فى لبنان، وكاظم الساهر فى العراق، وسوف أركز على الاسمين الأخيرين لأنهما يلتقيان فى عدة عناصر.
وماجدة الرومى تتميز بصوت قوى، طيع، مساحته عريضة واسعة، وتنطق الأصوات العربية نطقاً صحيحاً، وتقدم أغنية من نوع خاص.
الكلمات التى تغنيها ماجدة الرومى «كلمات فصيحة» فى أغلب الأحيان تتوفر لها قيمة «كلاسيكية» تبعدها عن الأغانى الشائعة، وتستدعى ألحاناً من نوع خاص، ولهذا كان من الطبيعى أن تتعاون ماجدة الرومى مع ملحنين من أمثال جمال سلامة، وسيد مكاوى، وكاظم الساهر الذى يتفق معها فى معظم هذه الشروط.
كاظم الساهر صوت «مدرب»، دافئ، ولو أن مساحته محدودة، لكن صاحبه يعرف حدود صوته ولا يتجاوزها، والفضل فى ذلك يرجع إلى دراسته للموسيقى العربية وإجادته العزف على العود.
وكاظم الساهر متمكن من النطق العربى السليم، لكن ببساطة ودون افتعال، ومن هنا استطاع أن يغنى الشعر الفصيح، وشعر نزار قبانى بالذات الذى يتميز ببساطته، وقربه من عواطف الشباب واهتماماتهم ولغتهم الدارجة.
والفضل يرجع لكاظم الساهر فى تقديم شعر نزار قبانى لجماهير الشباب الذين أصبحوا يرقصون على إيقاعاته، ومن ناحية أخرى فأغنيات كاظم الساهر باللغة الفصحى فرضت عليه أسلوباً مثقفاً فى التلحين والأداء يتميز به عن أبناء جيله.
وكما تحب ماجدة الرومى أن تتميز عن أبناء جيلها، وتؤدى أغنياتها بمصاحبة الأوركسترا السيمفونى، يحب كاظم الساهر أن يؤكد اختلافه عن أبناء جيله، ويثبت نفسه للجيل السابق، فيقول إنه تتلمذ على شعر نزار، وأغانى عبدالحليم حافظ.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة