انخلع قلبى عندما قالت خطيبته للصحف: كلمنى قبل ما يستشهد بربع ساعة.
وقتها كان الملازم الشاب محمد ناجى يستعد للقبض على تجار مخدرات، ومعه زملاؤه، فلم يكن يعرف أن هناك رصاصة غادرة سوف تستقر فى صدره النبيل وهو يدافع عنا جميعا، لتنتهىحياته التى لم تبدأ بعد. فابن الرابعة والعشرين كان يستعد للزواج وكانت أسرته وأسرة خطيبته يعدون العدة لليلة بهيجة، ليلة العمر، فإذا كان هذا حال خطيبته المسكينة، فكيف حال والديه وأخواته، أعانهم الله.
ناجىليس أول شهيد، ولن يكون الأخير، ولكنه سلسال شريف، كان منهم فى العام الماضى المساعد محمد بخيت، والجندى عبدالعزيز عبدالقادر، والمجندان محمد عبدالله وحمدى ممدوح وغيرهم وغيرهم.
الحقيقة أننى أجد صعوبة فى تخيل موافقة إنسان، أى إنسان، على أن يكون عمله فى مهنة، الموت جزء أساسى منها، ما الذى يجبره، ما الذى يدفعه إلى أن يعيش لحظات الخطر كل يوم وكل ساعة.. لماذا لا يختار المهن التى يذهب أصحابها إلى بيوتهم آمنين كل مساء، ما الذى يجعله يختار مهنة ليس فيها حضور وانصراف، كلها توتر ومشاكل وأوامر ومطاردة مجرمين ومسجلين خطر؟
الحقيقة ليس لدى إجابة، ولكن المؤكد أنهم فصيلة نادرة من البشر، ليسوا مجرد موظفين، ولكنهم يخرجون فى مهمات يعرفون يقينا أنه من الممكن أن يموتوا بسببها.. ومع ذلك يخرجون، ويموتون. ربما الله جل علاه أراد أن يحمينا بهؤلاء، نحن الباحثين عن مهن آمنة، وحياة مستقرة.
إنهم الوجه الناصع للشرطة المصرية، الوجه الذى يزيل «عكارات» ضباط آخرين، لا يعرفون أن مهنتهم هىحماية حياتنا، فينتهكون الحرمات والحقوق.. وإذا كنا نتصدى لهم بعنف.. فالواجب والضمير يحتم علينا ألا ننسى أن جهاز الشرطة فيه كثيرون مثل الشهيد الملازم محمد ناجى. من فضلكم اقرأوا له ولإخوانه الأبطال الفاتحة ولا تنسوهم.
سعيد شعيب
خارج التصنيف
اقرأوا الفاتحة على روح الشهيد محمد ناجى وكل شهداء الشرطة
الجمعة، 14 نوفمبر 2008 12:10 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة