شهد أتيليه القاهرة مناقشة رواية "المرسى" للكاتبة نجوى شعبان، والتى تحدث فيها الناقدان ربيع مفتاح وطاهر البربرى، وأدارها الدكتور مدحت الجيار. وقال الناقد ربيع مفتاح إن أعمال نجوى شعبان قليلة وممتعة، واعتبر أن روايات "الغر" و"نوة الكرم" و"المرسى" هى علامات أساسية فى الرواية المعاصرة، لا يمكن إغفالها بأى حال من الأحوال، إذ لا يمكن تجاهل إنجاز نجوى شعبان فى مجال الرواية التى تميز مشروعها منذ البداية تميزا متفردا باتكائه على مجموعة من العناصر التى قد لا تتشابه مع الروائيات الأخريات.
وأضاف أن هذا المشروع فى الروايات الثلاث يبدأ من محور هام، وهو أن التاريخ يشكل رافدا أساسيا، وخاصة التاريخ الحديث منذ القرن الـ16 وحتى الربع الأخير من القرن الـ19 وبدايات القرن العشرين، مشيرا إلى أن المحور الثانى يتعلق بالطبقات الشعبية والناس بشكل عام، وهو الالتجاء إلى صانعى التقدم وصانعى الحضارة المجهولين.
وأوضح أن المحور الثالث هو أن الكاتبة تأخذ منحى مختلفا تماما، بمعنى أنها بدأت تأخذ طريق الدراسة والتوثيق، ولابد للفترة التاريخية التى تتناولها الكاتبة التعرف على الملابس والأزياء والعادات والتقاليد وحتى أدق تفاصيل التفاصيل، إنها تدرس التاريخ دراسة آركيولوجية:طبقة وراء طبقة أخرى حتى تستوفى من خلال هذه الدراسة كل ما يمكن، ثم تأتى المخيلة الروائية، لتخلط ما هو متخيل بما هو واقعى، ثم تأتى الشخصية الروائية.
وقال الناقد ربيع مفتاح "لذا تضع الكاتبة حكاية صحراوية كمفتتح، وكأنها تستشعر أن هناك صعوبة ما فى أن يحدث الولوج إلى هذا العمل الابداعى، وأعتقد أن ذلك سمة من سمات الرواية الحديثة التى يطلق عليها "البريختية"، وتركز على القيمة المعرفية التى تتناول مصر ونهر النيل والسودان، يحدهما البحر الأحمر الذى يشكل كيانا حقيقيا، سواء كان المنطلق عربياً أو أفريقياً".
