بدو سيناء يتوعدون بـ"رد قوى" على الشرطة

الأربعاء، 19 نوفمبر 2008 04:41 م
بدو سيناء يتوعدون بـ"رد قوى" على الشرطة بدو سيناء يتوعدون الشرطة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توعد بدو سيناء "برد قوى" إذا لم تتم محاكمة ضباط الشرطة المصرية المسئولين عن مقتل ثلاثة منهم الأسبوع الماضى، وترك جثثهم بالقرب من مستودع للقمامة. وتقول الشرطة إن الرجال الثلاثة كانوا مسلحين وتم إطلاق النار عليهم، بعد أن رفضوا التوقف عند نقطة تفتيش قرب الحدود مع إسرائيل وهو ما ينفيه البدو قطعيا.

وكانت حلقة جديدة من حلقات المصادمات بين قوات الأمن والبدو فى شمال سيناء بدأت بعد مقتل بدوى، قالت الشرطة إنه مهرب سلاح، فى العاشر من نوفمبر. وفى اليوم التالى قتل ثلاثة من البدو برصاص رجال شرطة أهالوا التراب على جثثهم وتركوها بالقرب من مستودع قمامة، ما أثار غضب البدو. وقام مئات منهم فور العثور على الجثث الثلاثة بمحاصرة عدة مراكز شرطة فى شمال سيناء واحتجاز رجال الشرطة داخلها.

وفرض البدو طوقا حول نقطة شرطة المدفونة بالقرب من الحدود مع إسرائيل، واحتجزوا 11 من رجال الشرطة كانوا داخلها. وحاصر البدو كذلك نقطة شرطة وادى الأزارق، واختطفوا أربعين من رجال الشرطة كانوا يعملون فيها ثم أطلقوا سراحهم بعد 24 ساعة. كما خطف البدو 25 من رجال الشرطة كان تم إرسالهم لتعزيز قوات الأمن فى المنطقة، ولكنهم تركوهم فى الصحراء بعد ساعات قليلة. واستولى البدو خلال هذه الأحداث على 72 قطعة سلاح أوتوماتيكى وأكثر من عشرين ألف طلقة، إضافة إلى جهازى إرسال واستقبال لاسلكيين وزوجين من النظارات المكبرة التى تستخدم للرؤية الليلية.

وقال بدوى شاب طلب عدم ذكر اسمه لوكالة فرانس برس، "أثبتنا أننا أفضل منهم فلم نقتل منهم أحدا". لكنه أقر أن رجال الشرطة الأربعين الذين اختطفوا فى وادى الأزراق تعرضوا لمعاملة "خشنة بعض الشىء". وتجمع بدو قبيلة الترابين الجمعة الماضى، فى بلدة الشيخ زويد لتأبين قتلاهم. وألهبت الطريقة التى تركت بها جثث القتلى بجوار القمامة غضب أهالى شمال سيناء ربما أكثر من مقتلهم.

وعثر الأهالى على الجثث بمساعدة جنود إسرائيليين كانوا يرشدونهم من الجهة الأخرى للحدود. ويقول بشير العرجانى وهو شقيق أحد القتلى الثلاثة "غير معقول ما فعلوه بالجثث". ويضيف "أن الشرطة لا تتصرف بهذه الطريقة إلا فى سيناء، أنهم يعاملوننا كأننا محتلون أو كأننا اغتصبنا أرضهم". واعترف ضابط من الشرطة بواقعة ترك الجثث بجوار مستودع القمامة، ولكنه لم يفسر أسباب هذا التصرف.

ويؤكد أهالى القتلى الثلاثة أنهم لم تكن لديهم أى مشكلات سابقة مع الشرطة. وكان اثنان منهم يعملان فى منتجع دهب السياحى بل حصلا على شهادة حسن سير وسلوك من أجهزة الأمن تتيح لهما التحرك بسهولة فى سيناء والمرور على الحواجز الأمنية، حسب ما يقول أقاربهما.

ويحذر العرجانى من أنه "إذا لم تتم محاكمة رجال الشرطة (المسئولين عن مقتل الرجال الثلاثة) فسيكون هناك رد ورد قوى". ولكن السلطات الأمنية لا تعتزم من جهتها تفويت الأمر. وقال مصدر أمنى لوكالة فرانس برس إن الشرطة "ستتخذ إجراءات صارمة وستكون هناك اعتقالات".

وتشهد منطقة شمال سيناء مواجهات دامية أحيانا بين الشرطة والأهالى البدو الذين ينتمون إلى 15 قبيلة. وكانت إجراءات قمعية قاسية طالت عددا من قبائل البدو فى شمال سيناء بعد سلسة اعتداءات إرهابية ضد منشآت سياحية فى سينا ما بين عامى 2004 و2006.

وانتقدت منظمات حقوقية محلية ودولية الاعتقالات العشوائية التى قامت بها الشرطة فى صفوف بدو سيناء، وعمليات التعذيب التى تعرض لها بعضهم. وأشارت هذه المنظمات إلى أن بعضهم ظلوا لشهور طويلة معتقلين إداريا فى الحبس من دون توجيه أى اتهامات إليهم أو إحالتهم إلى المحاكمة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة