من حق الجماهير الحمراء أن تفرح بفريقها وتعيش نشوة الانتصار، لأن فارسها الجبار يعتمد شعار «لو بطلنا نكسب نموت». شعار صنعته بطولات الأهلى جيلاً بعد جيل، وباتت الجماهير تتغنى به وهى واثقة أن الفوز آت لا محالة، وإلا فالموت وحده هو المرادف للهزيمة.
انتصارات الأهلى، وثقة جماهيره فى الفوز ليست نتاج غطرسة القوة أو حتى خيال السيطرة بالمال والنفوذ والشهرة، لكن المنظومة التى تعيشها المؤسسة الحمراء ،وكيفية إعطاء العيش لخبازه إداريا وفنيا ،هى السبب الحقيقى لتراكم معانى الثقة وثقافة النصر. فالأهلى لم يخرج منه يوما تصريح يحمل تلميعا شخصيا لأى مسئول، ولا حتى رأيا فرديا فى قضية مهمة، النادى طرفها.
والأهلى أيضا لا يدار بطريقة البطل الأوحد أو الأهم.. لهذا استمر الشعار رغم رحيل رموز حمراء كثيرة آخرها المايسترو الراحل صالح سليم، وقبله العديد، نذكر منهم مختار التتش الذى لم يتول يوما رئاسة النادى، وإنما كان نموذجا للفارس الأحمر الرافض للعبث بكل ما هو مبدأ، حتى لو خسر الأهلى نتائج تنافسية، لكن الفوز كان حليفا وشريكا أساسيا فى النجاح المتواصل منقطع النظير على مسرح الرياضة المصرية.
والأهلى أيضا لم يترك مستقبله حبيس صراع جبهات تتنافس للوصول لسدة الحكم التطوعى، بل قدم كل من تنافس للفوز بصك ثقة الجمعية العمومية فى توليه الإدارة، نموذجاً للإدارة بالأهداف العامة، فى نفس الوقت الذى يرفض فيه من خرج من اختبار عرض خدماته للعمل التطوعى دون الوصول للكرسى، أن يستل سكين النقد لمنافسيه لإسقاطهم، بل ترى توحداً سريعاً لتظل السفينة فى طريقها الصحيح.. طريق النجاح والفوز الذى يؤدى إلى الفرحة للجميع.
الأهلى هو النادى شبه الوحيد فى المحروسة الذى يضيف للنجوم فى حين لا تجد للنجوم أى إضافة أو فضل على المؤسسة، تلك هى المسألة. يسألون لماذا يفوز الأهلى؟ ولماذا الرهان الأحمر كسبان على طول الخط؟.. والإجابة، بالنسبة لمن لا يرون إلا أنفسهم ولو على حطام مؤسسات أعطتهم الشهرة والمال وربما الجاه، بسيطة، ألا وهى التفانى وإنكار الذات، وهما بالمناسبة لا يقفان حائلاً بين من يعطى، وما يريده من نفوذ وجاه ورفعة شأن اجتماعياًَ كان أو مالياً. لكن أن يظلوا على ما هم فيه، فلن يتبقى من ذكراهم فى الحياة العامة إلا «قلة القيمة».
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة