د. محمد مورو

لماذا فشل حوار القاهرة؟!

الجمعة، 21 نوفمبر 2008 03:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا بدأنا بأن ما حدث فى القاهرة من فشل مؤلم لحوار الفصائل الفلسطينية، خاصة فتح وحماس، وهو أمر مؤسف، فإن ذلك الأسف لا يُعفينا من تحديد المسئول أو المسئولين عن هذا الفشل، لأن الحوار والتوافق ضرورة فلسطينية وعربية وإسلامية ومصرية أيضا.

صحيح أن القاهرة لم ولن تستسلم للفشل، وأعلنت من ثم تأجيل مؤتمر الحوار إلى أجل غير مسمى، وهذا يعنى أن هناك إصرارا مصريا على استئناف الحوار، وعدم توجيه اللوم إلى طرف بعينه، حتى لا تنقطع حبال الاتصال فيما بعد، لكن ذلك لا يُعفى القاهرة من أنها لم تعد الإعداد الصحيح، ولم تكن تملك المعلومات الصحيحة عن مواقف الفصائل المختلفة، وهذا هو الخط الأول، لأنه كان الأفضل عدم الإعلان عن بدء الحوار، إلا بعد التأكد من إمكانية نجاحه.

الطرف الثانى فى المسئولية هو حماس، التى لا تريد أكثر من الاستئثار بغزة، وممارسة سلطتها المطلقة عليها، وهى ليست فى عجلة من أمرها، لأن لديها أموالا وتبرعات تنهال عليها من كل حدب وصوب فى العالم العربى والإسلامى، لأنها العنوان المعروف للمقاومة، أو على الأقل الرئيسى، الذى يحظى بالتعاطف العربى والإسلامى والإنسانى، ومن ثم فهى تستطيع أن تصمد للحصار سنوات طويلة، ولن تتغير حماس كمنظمة بالحصار، ولكن الخاسر هو الشعب الفلسطينى، خاصة غير المنتمين لأحد الفصائل، لأن الفصائل تنفق على عناصرها بطريقة أو أخرى، أما باقى الشعب أو الأغلبية الصامتة العاطلة الفقيرة، فلا عزاء لهم.

المسئول الثالث والرئيس الحقيقى، وهو الرئيس أبومازن، الذى لم يستجب لأبسط طلبات القاهرة، فحماس أفرجت عن كل معتقلى فتح، أما السلطة فى الضفة فقالت: إنه ليس لديها معتقلون من حماس، لتفرج عنهم، وهى حجة لا تنطلى على أحد، ولا يمكن اعتبار أساتذة جامعة ومثقفين ومهنيين وعمال من حماس فى الضفة معتقلين جنائيين كما تروج فتح، ويبدو أن هناك فيتو أمريكيا على المصالحة، يمنع الرئيس أبومازن من الحوار والمصالحة، أو أن هناك فريقا فلسطينيا يرى استمراره فى استمرار عملية التفاوض مع الإسرائيليين، حتى لو لم تؤد تلك المفاوضات إلى شىء، وعلى كل حال، فإن هؤلاء سوف يكون موقفهم أسوأ بعد نهاية فترة الرئيس محمود عباس أبومازن فى العام المقبل، وكذا إذا ما جاء نتنياهو فى الانتخابات الرئاسية المقبلة.

أيا كان الأمر، فإن الشعب الفلسطينى فى غزة يعانى معاناة شديدة، ويستحق التضحية من كل الأطراف - فتح، وحماس، والفصائل، وأبومازن، وأبوالوليد، والجميع - وإلا فإن الصبر أوشك أن ينتهى. وعلى الجميع أن يدرك أيضا أن الانقسام الفلسطينى لا يفيد إلا إسرائيل، وأن الوحدة مقدمة على كل شىء، وأن مسئولا إسرائيليا مثل وزير الدفاع الأسبق إيهود باراك، ورئيس حزب العمل، اعتبر أن الإنجاز الثالث فى حياة إسرائيل بعد حرب 1948 وحرب 1967 هو انفصال غزة عن الضفة!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة