طارق عجلان

كرابيج المملكة

الأحد، 23 نوفمبر 2008 07:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى كان العاهل السعودى، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يلح على التسامح والتسامح ولاشىء غيره، فى مؤتمر حوار الأديان بالولايات المتحدة، كانت جولة أخرى من الجلد بالسياط تنهال على ظهرى الطبيبين المصريين: «شوقى عبدربه، ورؤوف أمين العربى».

التسامح السعودى الأممى، كان موجها لليهود بالأخص، هدفه المشهر: استخلاص دولة فلسطينية من بين أنياب العدو الإسرائيلى الذى يحلو للسعوديين تدبيج الإحالات التاريخية بشأنه، فيتم استدعاء خيانات يهود خيبر للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فيما الجلد بسياط سودانية، منقوعة فى الزيت من نصيب المصريين، الذين تحتفظ لهم ذات الذاكرة السعودية بخيالات قديمة عن فرق التأديب التى كان يبعث بها محمد على باشا إلى بلاد نجد والحجاز فى شبه الجزيرة العربية.

أى مقاربة للتاريخ، وأى مقارنة يمكن أن تنشأ هنا؟!
يا إلهى.. المصريون واليهود فى سلة المقارنة السعودية؟. وأكثر من هذا، استجداء سعودى لليهود، مقابل استمطار اللعنات على المصريين، وباسم الإسلام تهوى كرابيج المملكة على ظهورهم؟

وهناك ما هو أكثر فى شأن الازدواجية السعودية: مبادرة المملكة للمطالبة بالأرض الفلسطينية حتى حدود 1967 فقط مقابل السلام حتى آخر المدى مع إسرائيل، فيما تنهال كرابيج السياسة السعودية على دول الجوار العربية لتقضم المملكة من حدود الجيران فى جميع الاتجاهات.. اليمن وقطر والإمارات والبحرين وسلطنة عمان، ولولا قوة العراق الجار الأخير لالتهمت المملكة بعض أراضيه.

لو أننى من الإسرائيليين، لطالبت العاهل السعودى بإرجاع الأراضى العربية المقضومة أولا قبل التحدث عن إعادة المتبقى من أرض فلسطين.

ولو أننى من السعوديين، لذكرت إسرائيل بما قاله صدام حسين معيرا إياهم بأن عائلتهم المالكة يرجع نسبها إلى اليهود، قبل أن يمن عليهم بنعمة الإسلام.

ولو أننى من المصريين، وأنا منهم بالطبع، لا أسمح على الإطلاق بأن تلهب كرابيج الوهابية ظهور وبطون أشقائى الواقعين تحت رحمة ومشيئة الكفيل بدعوى أمة إسلامية واحدة، فلتخرج المظاهرات، ولتقطع العلاقات الدبلوماسية، إن لم يكن هناك حل آخر لمحنة الطبيبين.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة