مبارك يدعو النواب للارتقاء فوق المصالح السياسية

شهد الرئيس محمد حسنى مبارك الجلسة المشتركة لمجلسى الشعب والشورى اليوم الأحد، بمناسبة بدء الدورة البرلمانية الجديدة.

واستهلت الجلسة بكلمة لرئيس مجلس الشعب د.أحمد فتحى سرور، ثم ألقى الرئيس حسنى مبارك كلمته، فى الجلسة المشتركة لمجلسى الشعب والشورى، واستهلها بتوجيه التهنئة للنواب على بدء دورة برلمانية جديدة، مؤكداً فى حديثه عن مسيرة العمل الداخلى، أن مصر قطعت شوطاً كبيراً على طريق الإصلاح التشريعى والدستورى، مشيراً إلى أن الإصلاح السياسى أسهم فى تطوير البنية السياسية والتشريعية ورسخ نظامنا الجمهورى، موضحاً أن الإصلاحات الاقتصادية تصدت لاختلالات وتشوهات وصححت هياكل اقتصادنا.

وحول أزمة زيادة الأسعار، أكد الرئيس مبارك، أنه تمت مواجهة هذه الأزمة التى طرأت فى بداية العام الحالى بقرارات وقفت إلى جانب الفقراء ومحدودى الدخل، متطرقاً إلى الأزمة المالية العالمية، قائلاً "إننا نواجه أزمة أكثر خطورة تعصف باقتصاد العالم وأسواق المال".

وقال "إن القراءة الصحيحة للأزمة الراهنة تحتم تمسكنا بسياستنا للإصلاح الاقتصادى، وأن نمضى دون تردد لمزيد من خطوات الإصلاح"، مؤكداً أن مصر لم تتأثر بشكل مباشر بانهيار أسواق الائتمان الدولية، وقال "إننا واجهنا هذا الانهيار بجهاز مصرفى مستقر وسياسات نقدية ومالية فاعلة، ونتابع تداعيات هذا الانهيار على العديد من الدول المتقدمة والنامية، مشيراً إلى أن احتياطى البنك المركزى المصرى آمن وأموال المودعين آمنة.

وأضاف الرئيس مبارك "إننى اتخذت العام الماضى قراراً ببدء برنامج نووى مصرى طموح يستهدف بناء عدد من المحطات النووية لتوليد الكهرباء، وإننا ماضون بكل العزم والتصميم فى هذا البرنامج"، متناولاً الوضع فى المنطقة وأمن مصر القومى، قائلاً "إن الحفاظ على أمن مصر القومى هو مسئوليتى الأولى أمام الله والوطن، وأمانة أدين بها لهذا الشعب، وواجب مقدس لا أفرط فيه أبداً مهما كانت المخاطر"، موجهاً التحية إلى القوات المسلحة وإلى رجال الشرطة وأجهزتها الأمنية.


وعن السلام فى الشرق الأوسط، أكد الرئيس مبارك أن استقرار المنطقة سيظل هدفاً بعيد المنال فى غياب السلام العادل، وستظل القضية الفلسطينية شرط تحقيقه ومفتاح الحل لباقى نزاعات المنطقة، موجهاً الحديث إلى إسرائيل، قائلاً "نقول لإسرائيل إن الاحتلال لا يمكن أن يدوم للأبد"، كما وجه حديثه إلى الفلسطينيين قائلاً "ونقول للإخوة الفلسطينيين إن عليهم أن يتحدوا وأن يسموا فوق الخلافات والمصالح الشخصية الضيفة، نقول لهم إن عليهم أن يلتفتوا لمعاناة شعبهم وأن يجعلوا قرارهم بأيديهم بعيداً عن أية ضغوط لأطراف إقليمية أو خارجية".

ووفى ختام كلمته إلى نواب الشعب فى افتتاح دورتهم البرلمانية الجديدة، قال الرئيس مبارك "إننا جميعا، أغلبية ومعارضة، أبناء مصر .. نسعى للمستقبل الأفضل لها ولشعبها .. وإن اختلفت آراؤنا ورؤانا حول الطريق إليه"، داعياً الشعب ونوابه للالتقاء على كلمة سواء تعلى مصالح الوطن فوق مصالح السياسة والأحزاب، وتضع مصر أولاً وفوق أى اعتبار".