◄ أول طبيبة فى العائلة: حرب 1967 هى السبب فى تعليمنا ولولا الهجرة ما التحقنا بالمدارس ولا تخرجنا من الجامعات
◄ العمدة محمد اليمانى صالَح بين السماعنة والعجايزة وبين العيايدة والطحاوية بعد أن كادت نيران الثأر تفتك بهم
◄ يرتبطون بشبكة نسب ومصاهرة مع عائلات «المغربى فى الإسماعيلية والبربرى فى بورسعيد وأبو الريش فى الشرقية وقبيلتى العجايزة والأخارسة فى سيناء»
آل اليمانى ينتمون إلى «نشيوة» أحد فرعى قبيلة البياضية، وسبب تسمية القبيلة بهذا الاسم، يرجع إلى تبييض أبنائها للكعبة المشرفة. واليمانى هو الجد السابع لليمانية، استقر فى سيناء مع الفتح الإسلامى لمصر، وتحديدا فى منطقة بئر العبد بشمال سيناء، وسكن فرع كبير من العائلة باليمانية فى القنطرة غرب بمحافظة الإسماعيلية، وأثناء نكسة 1967 هاجرت العائلة إلى محافظة الشرقية، وبعض المحافظات القريبة منها، وبعد نصر أكتوبر1973، عاد عدد كبير من آل اليمانى إلى ديارهم وأرضهم فى الإسماعيلية.
أغلب اليمانيين يعيشون فى الإسماعيلية فى القنطرتين «غرب وشرق» وفى المنايف، وفى محافظة شمال سيناء بقريتى نجيلة وإقطية ببئر العبد وفى مدينة العريش، وتنتشر فروعهم فى محافظة الشرقية فى أبو حماد وقطاوية، وكذلك فى مدينة المنصورة بالدقهلية، وفى محافظة أسيوط.
اسم اليمانى يطلق على عائلات كثيرة فى أبو كبير بالشرقية، وفى بعض محافظات الصعيد، لكنهم ليسوا من اليمانية البياضية، كما أن «محمد اليمانى» نجم منتخب الشباب لكرة القدم السابق، ليس من اليمانية وفقا لكلام والده حسن اليمانى، فهما من «الزمالطة» أخوال المهندس الراحل «عثمان أحمد عثمان» الذى يرجع نسبة إلى أولاد سليمان فى العريش.
محمود سالم اليمانى، هو أهم عمد قبيلة البياضية، تزوج من 11 امرأة وأنجب منهن تسعة أولاد وتسع بنات، جاء إلى القنطرة عام 1948 واشترى فدان الأرض الذى يصل سعره اليوم إلي250 ألف جنيه بعشرة جنيهات وقتها، وقد برز دور العمدة محمود مع الجيش المصرى
، حيث قدم لها الكثير من المعلومات بحكم منصبه، وانخراطه فى المجتمع الذى يعيش فيه، وقد حصل على شهادات تقدير من القوات المسلحة، ومن المواقف التى يتذكرها أفراد من العائلة عنه أنه قضى ليلة كاملة فى ملاحات شمال سيناء مع مجموعة من الجنود المصريين، دون حركة حتى شروق الشمس، خوفا من الطائرات الإسرائيلية التى كانت تجوب سماء سيناء لرصد أى تحركات تتجه نحو معسكرات جنودها.
على اليمانى- طبيب بشرى- يقول عن جده محمود سالم اليمانى، إنه أخذ على عاتقه مهمة تحضر «البدو» من خلال حرصه على تعليم جميع أبنائه، ودعمه الدائم لأبناء قبائل سيناء، مما تسبب له فى خلافات دائمة مع حاكم سيناء وغزة فى ذلك الوقت، بسبب رعايته لمصالح البدو.
العمدة محمد سليمان اليمانى، خاض انتخابات مجلس الشعب مستقلا عام 2000 على مقعد العمال، وكان معه أيضا المرشح المستقل حسن نصار على مقعد الفئات، ونجحا نجاحا ساحقا فى الفوز بالمقعدين، لدرجة أن مأمور القنطرة هنأهما، لكنهما فوجئا بسقوطهما بطريقة غير شرعية، بعد أن أخرجهما رئيس لجنة الانتخابات من مقر عملية فرز الاصوات.
بمنزل العمدة محمد «مضيفة»، يستقبل بها المتنازعين وأصحاب المشكلات لحلها، شهدت هذه المضيفة حل مئات النزاعات التى كانت تنشأ بين العائلات فى سيناء والقنطرة، وقد نجح العمدة محمود فى التقريب والمصالحة بين السماعنة والعجايزة، وبين العيايدة والطحاوية، بعد أن كادت نيران الثأر تفتك بهم.
اليمانية يعشقون كليتى الطب والصيدلة، والمعدل السنوى لدخول بناتهم فقط دون أبنائهم هاتين الكليتين (من4 إلى 5)، وينتشر الأطباء والصيادلة والمهندسون والمدرسون فى أسر آل اليمانى، وتعد «نجوى اليمانى» إخصائية النساء والتوليد، هى أول طبيبة بدوية من قبيلة البياضية من فرع اليمانى، تخرجت فى كلية طب الزقازيق سنة 1986، ووالدها هو سلمان اليمانى الملقب بشيخ مشايخ سيناء، وقد منحه شيوخ القبائل هذا اللقب فى سبعينيات القرن الماضى، تقول نجوى: «حرب 1967 هى السبب فى تعليمنا، ولولا الهجرة ما التحقنا بالمدارس، ولا تخرجنا فى الجامعة، تتابع: الثقافة البدوية وقتها كانت لا تسمح بأن تذهب البنت المقيمة فى بئر العبد مثلى، إلى مدرسة ثانوية فى العريش، وعندما ذهبنا إلى الشرقية لم يعجب والدى أن أذهب إلى المدرسة الإعدادية بالقطار، وكنا نمتلك شقة فى عمارة بالعجوزة فى القاهرة، فأقمنا بها إلى أن حصلت على الثانوية العامة بمجموع 85% وتنسيقى وقتها رشحنى لدخول كلية طب الزقازيق، ثم بعد ذلك عدنا إلى سيناء بعد أن انتهت أجواء الحرب وحققت مصر النصر فى أكتوبر 1973، فبنى لنا والدى بيتا فى القنطرة وأقمنا بها.
من آل اليمانى أيضا «سالم اليمانى»، عضو الاتحاد الاشتراكى ومجلس الأمة والنواب لخمس دورات من سنة 1958 حتى سنة 1979، وقد كان ضمن الوفد المصرى الذى سافر مع السادات لحضور مباحثات كامب ديفيد، وقد رصدت منظمة التحرير الفلسطينية، تحركات كل من ذهب إلى القدس، وشهد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، وعقدت مؤتمر بغداد للمقاطعة، وأحلت سفك دم كل من حضر هذه المباحثات، لذلك كانت هناك حراسة مشددة تقوم على حماية سالم اليمانى.
الدكتور صبرى محمود اليمانى ، مدير مركز البحوث الزراعية بالعريش، وعادل سلمان اليمانى، مذيع بالقناة الرابعة، والمهندس محمد سليمان اليمانى» رئيس قطاع نظم المعلومات بوزارة الكهرباء»، أجمعوا عند ذكر البطل اللواء محمد محمود سالم اليمانى، على أنهم كانوا يستحون من التحدث فى حضوره لمكانته وتاريخه المشرف، وأوضحوا أنه كان يتمتع بعقلية فذة، وصفات شخصية واجتماعية جعلته مقصدا للباحثين عن المشورة والرأى الصائب، وقد تم تكليفه بأول مهمة فى 23 يونيو 1967، استهدفت تدمير المعدات المصرية، التى تركها الجيش المصرى حتى لا يستفيد منها الجيش الإسرائيلى، وبحسب ما جاء فى كتاب»موسوعة أعلام سيناء» فإن العمليات التى كان يقوم بها اليمانى وأبطال القوات الحربية، ساهمت إلى حد كبير فى رفع الروح المعنوية للقوات المسلحة وأبناء سيناء الصامدين، وكانت توجيهات البطل محمد اليمانى إلى المكلفين بالعمليات العسكرية ضد إسرائيل عن طريق شفرات خاصة عبر البرامج الإذاعية الموجهة، وكانت إما شعرا أو مقطوعة موسيقية أو نداء معينا، وكان يتم تغيير هذه الشفرات بين الحين والآخر.
من أهم المواقف التى يفخر بها أبناء العائلة، أن اللواء محمد اليمانى كان أحد الأعمدة الأساسية فى إفشال المخطط الصهيونى لتدويل سيناء، وهو المخطط الذى قادته رئيسة الوزراء الإسرائيلية «جولدا مائير» سنة1969، وهو ماعرف وقتها بمؤتمر الحسنة، والذى اجتمعت خلاله «مائير» مع قبائل سيناء، بهدف فصل سيناء عن مصر، وكانت تبغى من ذلك المؤتمر إقناع أهالى سيناء بالتوقيع على وثيقة التدويل، حتى أن الكيان الصهيونى قام بإلغاء البطاقات المصرية لمواطنى سيناء، واستبدل بها بطاقات إسرائيلية، وعزل المشايخ وعين مشايخ جددا، وزودهم ببطاقات هوية تحمل لقب «شيخ»، من أجل تهويد سيناء واستكمال المخططات الاستيطانية الصهيونية.
المواقف البطولية للواء محمد اليمانى كثيرة، يحكيها أفراد العائلة، وبعد عودة سيناء للسيادة المصرية، اتجه اللواء محمد اليمانى للعمل بالحكم المحلى، فعمل رئيسا للمجلس الشعبى المحلى لمحافظة شمال سيناء، ثم سكرتيرا عاما لمحافظات بور سعيد وجنوب سيناء والبحيرة ومطروح وكفر الشيخ، ثم عمل فى مواقع قيادية بهيئة الرقابة الإدارية، حتى أحيل إلى المعاش.
هناك موقف خاص جدا يتذكره أبناء اليمانى، بطله هو الدكتور زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية حاليا، ففى أثناء نكسة 1967 كان عزمى ضابطا بالجيش، وتاه فى صحراء سيناء، ومكث بها عدة أيام حتى تعرف عليه سائق من البياضية يدعى «شلاس»، فحمله فى السيارة ونقله إلى خارج سيناء، حتى عاد إلى أهله بسلام، وفى المقابل لم ينس الدكتور عزمى فضل هذا الرجل عليه فى إنقاذه، فكان يرسل له الدقيق والزيت ومؤونته التى تكفيه هو وأسرته شهريا، إلى أن توفى «شلاس» منذ سنوات.
آل اليمانى يرتبطون بنسب ومصاهرة مع عائلات «المغربى فى الإسماعيلية، والبربرى فى بور سعيد، وأبو الريش فى الشرقية، وقبيلتى العجايزة والأخارسة بسيناء»، وآل اليمانى شأنهم شأن عائلات كثيرة لها جذور قبلية بدوية، كانوا لا يزوجون بناتهم خارج «البياضية»، لكن عمليات التهجير من سيناء والإسماعيلية ساعدت إلى حد كبير فى تغيير ذلك الموروث الثقافى السائد، خاصة إذا نسبنا للدكتورة نجوى اليمانى قولها « لولا أننا تركنا سيناء وذهبنا مع والدى إلى الشرقية ثم إلى القاهرة، ما تعلمنا، وما دخلت أنا كلية الطب، ولا كنت سأصبح طبيبة»، لكن هناك عائلات بعينها لا يتزوج منهم آل اليمانى، ولا يزوجونهم من بناتهم.
أبناء اليمانى لا يزالون يحتفظون بكثير من الموروثات البدوية، ربما اندثرت بعض الشىء بحكم المدنية التى تحولوا إليها، وبحكم اختلاطهم وترحالهم إلى مجتمعات حضرية، لكن يظل لديهم الود والتواصل والتراحم وإعانة المحتاج، فمن كان مريضا ولا يقدر على تكاليف العلاج، فإنهم يتشاركون فى علاجه، ولا يتخلون عن محتاج فى كافة المناسبات.
بارزون من العائلة:
◄ المهندس فرج اليمانى، وكيل أول وزارة الرى، ورئيس الهيئة المصرية العلمية لحماية الشواطئ
◄ إبراهيم نصار اليمانى، أستاذ اقتصاد بجامعة عين شمس
◄ هشام سالم اليمانى، رئيس مكتب العلاقات الخارجية بمجلس الشعب
◄ نهلة اليمانى طبيبة
◄ سالم الهرشى أحد قيادات «البياضية»
تفريعات البياضية:
قبيلة البياضية، تنقسم إلى فرعين «طريف ونشيوة»، من «نشيوة المرازقة والربايعة والحفيشات والسموح والموالكة والأبايضة»، وآل اليمانى من الحفيشات، وإخوان «السوالمة والطبايخة وآل عياط وآل طفش»، أما طريف فمنه «الدراهسة، العواصية، الكريمات، التوابتة».
ينتمون إلى قبيلة "البياضية" وينتشرون فى الإسماعيلية وسيناء والشرقية وأسيوط والقاهرة
آل اليمانى.. العائلة التى أفشلت المخطط الصهيونى لتدويل سيناء
الجمعة، 28 نوفمبر 2008 08:12 ص
محمود ود.على وسالم اليمانى الصغير وحديث عن ذكريات العائلة - تصوير عمرو دياب