لا أعرف لماذا غضب أصدقاؤنا فى اللجنة الشعبية لحقوق المواطن بحزب التجمع، فالمحافظ اللواء محمد شوشة لم يسئ إلى أهلنا فى شمال سيناء ولا فى غيرها، فالرجل قال فى اجتماع لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان: بعض، وليس كل، أهل المنطقة يقومون بصفقات مشبوهة مع إسرائيل.. وهذا عادى فى أى تجمع بشرى، وحتى فى عهود الأنبياء، فلم يكن كل الناس ملائكة، دائما يوجد الصالح والطالح، وعلى المحافظ ومعه الأهالى أن يقدما ما لديهما من كليبات ومستندات لتجاوزات من بعض رجال الشرطة وبعض الأهالى إلى القضاء ليحاسبهم، وذلك بدلا من تراشق لفظى لن يكسب منه أحد.
فاللواء شوشة لم يحمل بعض الأهالى وحدهم مسئولية ما وصل إليه الحال، ولكنه حمل قبلهم الحكومة والحزب الوطنى ومعهم القيادات الشعبية. ولذلك لست مع أعضاء اللجنة الشعبية ومن يناصرونها فى أن المعركة هى إقالة أو محاكمة الرجل، ولكن المعركة الحقيقية لأهلنا فى سيناء هى:
1 - النضال من أجل زيادة الاستثمارات فى شمال سيناء، والتى كما قال المحافظ لا تتجاوز 2 %، وفى سيناء كلها لا تزيد عن 10,8 % من إجمالى الاستثمارات فى مصر، وهذه مصيبة ستؤدى إلى كوارث اجتماعية واقتصادية وسياسية.
2- النضال من أجل انتقال ملف سيناء بالكامل من يد الأجهزة الأمنية إلى خانة التعامل السياسى المحترم، لتنتهى هذه السطوة غير المبررة لأجهزة دورها حماية المواطنين، وليس التحكم فى خلق الله، وتطبيق القانون بحزم تجاه تجاوزات الشرطة والأهالى، فى إطار أن الدولة هى التى تحتكر حمل السلاح، فلا أحد مهما كان، فوق الدولة والقانون.
3 - كل هذا وغيره لن يتحقق إلا إذا استطاع أهل سيناء أن يكونوا لجانا شعبية، تضغط بكل ما تستطيع من قوة، لكى تفرض على الحكومة بكل الوسائل انتزاع الحقوق المهدرة، وانتزاع حق أن يكون المحافظون ورؤساء الأحياء بالانتخاب الحر من أهل سيناء.
أعرف أنه طريق طويل، ولكنى أعرف أيضا أنه الطريق الوحيد السلمى للحصول على حقوق مواطنة حقيقية لأهلنا فى سيناء وفى غير سيناء.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة