فى 19 نوفمبر عام 1977 حطت طائرة الرئيس الراحل أنور السادات فى مطار بن جوريون بإسرائيل، فى حدث زلزل المشهد العربى والعالمى، فسنوات العداء والحروب بين العرب وإسرائيل، لم يتوقع معها أحد أن يقدم رئيس أكبر دولة عربية هى مصر على مثل هذا الحدث، ومع ضخامة الحدث، جاءت ضخامة التحليلات، ذهب فريق بها إلى أن السادات سبق عصره بهذا التصرف، وذهب فريق آخر إلى تحميل الرجل اتهامات وصلت إلى حد «تخوينه»، وبعد عامين من حدث الزيارة المعروفة تاريخيا بـ«مبادرة السلام» بين مصر وإسرائيل، عادت منطقتا سانت كاترين ووادى الطور بسيناء إلى مصر بعد احتلالهما على أثر نكسة 5 يونيو 1967..
ورغم مرور أكثر من ثلاثين عاما على حدث «المبادرة»، فإن الحديث عنها وعن الرجل الذى صنعها لا ينقطع، يزيد من سخونته مجريات الأحداث التى توالت على صعيد الصراع العربى الإسرائيلى، فهناك من يقول إن أكبر أخطاء العرب أنهم لم يلحقوا بركب السادات، وهناك من يقول إن أخطاء العرب التالية لـ«المبادرة» جاءت من المبادرة نفسها، ولأن هذا الجدل ليس متوقعا له أن يشهد فى الوقت القريب حسما لصالح أى من الرؤيتين، رأينا أن نترك الحديث عنه «مؤقتا»، ونذهب إلى إبراز وجهتى نظر متناقضتين حول صاحب الفعل الذى أحدث الجدل، حول أنور السادات بسياساته ومواقفه.