إبراهيم ربيع

السعادة الدائمة

الجمعة، 28 نوفمبر 2008 08:18 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بلا شك، الأهلى يسعدنا بانتصاراته وإنجازاته.. لكن هل تكتفى الحكومة، ويرتاح بالها من ناحية الشعب المهموم بلقمة العيش والعلاج وتعليم الأبناء، الذى يمص دماء الأسرة المصرية، مادام الأهلى يخرج بالناس إلى الشوارع ليفرحوا ويسعدوا.. هل نواصل حياتنا ومعيشتنا الصعبة مادام الأهلى يسعدنا ببطولة، هل تتوقف أجهزة الدولة عن العمل، وعن توفير الحد الأدنى من حياة «البنى آدمين» التى طبعاً لا يعيشها نصف البشر عندنا، وأكل النصف الآخر علف الحيوانات؟

نحن والحكومة نريد أن نفرح مع الأهلى، ومع المنتخب ومع أى فريق آخر.. نريد أن تزورنا السعادة كل عام أو كل بضعة أشهر.. لكننا نريد أن تقيم عندنا السعادة، نريدها سعادة دائمة.. نريد أن نأكل ونشرب ونداوى أمراضنا ونعلم أبناءنا، ونسير فى الشارع بلا مضايقات ومعاناة من الزحام والبلطجية وفارضى الغرامات والإتاوات.. ونعدكم أنه فى كل مرة يفوز الأهلى ببطولة، سوف نزيد من جرعة الفرحة والسعادة، ونسد الشوارع، ومن الجائز أن نتبرع للنجوم الأبطال ثمناً للسعادة العابرة التى تمتد مع كل مواطن حسب علاقته بكرة القدم.. يوما أو يومين أو أسبوعا.. الناس تفرح فى المناسبات وتنتهى فرحتها بانتهاء كل مناسبة.. حتى الفريق نفسه مصدر السعادة، دائماً ما يقدم لنا الدروس البليغة.. فبعد كل انتصار يخرج مسئول عنه ينصح بغلق ملف هذا الانتصار استعداداً لطلب انتصار آخر.. يعنى ذلك أن النجوم المليونيرات، لن يسعدوا طوال الوقت، فما بالنا بنجوم الفقر والمرض والجوع من الشعب المطحون ليل نهار، الذين سيعودون مجبرين ومقهورين إلى البؤس.

انفجرت ما سورة «شتيمة» فى تليفونى المحمول، أقل ما فيها اتهامى بالرشوة، وفاصل من التهديد أهون ما فيه ضربى فى مكتبى.. كل ذلك لأننى كتبت موضوعاً بعنوان «ومن الحب ما قتل الزمالك» تضمن انتقاداً لجميع من ظهروا فى حياة الزمالك فى السنوات الأخيرة، وأوقعوا به الضرر، كل بطريقته، طبعاً عرفتم من هو الذى فجر ماسورة الشتيمة والتهديد، رغم أننى لم أخصه بشىء منفرداً عن غيره.. ندمت أشد الندم، على السنوات التى صدقته فيها، وهو يفجر مواسير الشتيمة والاتهامات والتهديدات فى خصومه.. ومن حسن حظه أن يصيبنى الدور فى هذا التوقيت فأكون سبباً فى توبته.. أو يكون من سوء حظه، فأجلعه يكلم نفسه، ينتهى به المقام فى العباسية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة