كان يقود سيارته مسرعا إلى خارج القاهرة، رفض أن يرافقه أحد من الحراس.. وصرف السائق.. وغاب بسيارته عن أعين مودعيه أمام باب الوزارة وسط زحام شوارع القاهرة.. المنافقون يهللون لزملائهم.. فعلا وزير شاب.. وراح حشد المودعين يتسابقون فى حصر مميزات الوزير.. وروحه المرحة ونشاطه.. وانصرف كل منهم إلى سيارته فى جراج الوزارة.. الغريب أن الوزير بدا كأنه حاقد على سائقه الذى يستمتع بإمكانات المرسيدس.. السى دى وال دى. فى. دى والسيارة التى تعمل معظم إمكاناتها باللمس.. ولكن عدالة السماء اقتصت من الوزير الحاقد على سائقه.. فبعد ساعة كاملة أوشك الوزير «قائد المرسيدس أن يصل إلى ميدان» المؤسسة حيث دولة الفوضى التى يحكمها قائدو سيارات الميكروباص، والزحام الشديد الذى تغيب معه القوانين والأخلاق.. الوزير الشاب اشتطاط غيظا من زميله قائد الميكروباص الملاصق لسيارته الحكومية الفارهة.. فسائق الميكروباص الذى يتمايل مع أغنيته المفضلة للفنان شعبان عبدالرحيم، لا يعرف أن جاره على الطريق هو وزير شاب جدا يكره رابطة العنق.. ويستمتع بوقته كأى شاب.. سائق الميكروباص تعامل مع الوزير بقانونه الخاص.. فلم يسمح له بالمرور منه.. ولأن الوزير وحيد بعيد عن البرتوكول والكاميرات..
قرر أن يقبل التحدى ولا يسمع لسائق الميكروباص بالمرور منه.. ودخل الطرفان فى سباق، الوزير قبل شروطه.. وراح يضغط على دواسة البنزين متفاخرا بسيارته الحديثة.. ولكن قدرات السيارة الفاخرة لم تكن كافية للفوز بالسباق، الذى خسره الوزير غاضبا، وكادت السيارة تتحطم وهى على وشك الخروج من القاهرة، وغضب الوزير الشاب جدا.. وعادم الميكروباص الكثيف يسد عيون المرسيدس ويحجب الرؤية عن الوزير.. فخرج الوزير عن قواعد السبق الذى دخله بكامل إرادته.. وقرر الاستعانة بصديق.. وطبعا وجد ضابط المرور نفسه أمام وزير من الحكومة بشحمه ولحمه..وانطلقت الدراجات البخارية تلاحق سائق الميكروباص.. الذى أعلن الاستسلام منذ اللحظة الأولى..
الشرطة تلقى القبض عليه لأنه تجرأ بالفوز على السيد الوزير.. مستخدما آليات «السواقة» الحرة السائدة فى شوارعنا.. وبعدها توقفت حركة السير تماما، وهنا فقط هدأ الوزير وشعر بنشوة النصر.. بل طلب من رجال المرور إطلاق سراح قائد الميكروباص المهزوم فى السباق.. الذى راح يبكى ويطلب الصفح.. رغم أنه لم يكن يحمل «تراخيص». الوزير واصل سيره.. سعيدا منتشيا بالفوز.. ولكن سعادته لم تدم طويلا فالزحام عاد لحصاره وتوقفت السيارة.. وندم الوزير على حقده على سائقه الخاص الذى يستمتع وحده برفاهية المرسيدس.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة