فى يوم الاجتماع الأسبوعى للقسم وبعد الاتفاق على الأفكار الأساسية مع الزملاء.. وعندما شرعوا فى تنفيذها، جاءتنى إحدى زميلاتى لتخبرنى بأن أحد المصادر أخبرها بأنه لا يستطيع تحديد موعد معها إلا بعد أن ترجع إلى مستشاره الإعلامى.. إلى هنا والكلام عادى جداً ولكن بمجرد أن ذكرت الاسم فى محاولة للاستدلال على رقم تليفونه.. لم أصدق وتوقفت قليلاً، خصوصا أنه صحفى شديد المهنية وسألتها بتردد: «انتى واثقة من الاسم» فأجابت بنعم، وعندما بادرت صديقتى بالاتصال به أخبرها أن الفنان فلان وفلان تبعه أيضا إذا كانت تريد شيئا عنهما ليس ذلك فقط بل هناك حوارات معدة وجاهزة للنشر إذا كانت ترغب فى «خبر أو تقرير أو حوار» كل شىء موجود، وبادرت زميلة أخرى فى القسم لتؤكد لى أن المسألة باتت عادية تماماً.. وحاليا أغلب صحفيى الفن يتولون أعمال بعض الشركات أو بعض الفنانين وشددت على أن الكثير من نجومنا أصبحوا يفضلون أن يتولى أمرهم فى تحديد المواعيد واختيار الصحفى الذى يجرى الحوار معهم وتحديد المقابلات التليفزيونية صحفيون من مؤسسات أو صحف مؤثرة لأن هذا بالنسبة إليهم أريح بكثير.. بالتأكيد من حق الفنان أن يحدد الوسيلة والطريقة التى ينظم بها دعايته ومن حقه أن يختار التوقيت الذى يكثف فيه من الظهور الإعلامى أو العكس ولكن بكل تأكيد ليس من حق الصحفى الذى ينتمى إلى مؤسسة أو جريدة ويواصل عمله بها أن يعمل تحت أمر الفنان، فأى مهنية هذه أو مصداقية.. فكيف أصدق أو أتعاطى مع أى كلمة تنشر عن نجم أو نجمة يأتمر الصحفى بأمرهم.. ومن حقنا وقتها أن نتساءل «هل تلك المادة المنشورة تدخل فى باب الصحافة أم نعتبرها مادة إعلانية مدفوعة الثمن»؟
وللأسف باتت المسألة تدخل فى إطار الظاهرة فهو ليس اسما أو اثنين بل هناك الكثير من زملاء المهنة الذين يسلكون هذا السلوك ولا أعرف هل المؤسسات والجرائد تعرف وتسكت؟ أم انه.. لا أحد يعرف؟ وفى كلتا الحالتين الأمر مصيبة.وعن نفسى أحترم أى زميل يختار أن يقوم بدور المستشار الصحفى أو الإعلامى لأى فنان أو شركة ولكن الذى أفهمه وأقدره أكثر أن الزميل الذى يقرر ذلك عليه فورا الحصول على إجازة من عمله فى الصحيفة التى ينتمى اليها.. لأن الأمانة المهنية تقتضى ذلك وفى اعتقادى أنه لا يستطيع أحد أن يقوم بالدورين معا.. وفى هذا السياق أتذكر زميلى فى الأهرام «عادل البندارى» والذى فضل الاستقالة عندما اختار العمل فى الدعاية والإعلان، لأنه بذلك ضرب نموذجا يحتذى به فى الأمانة والموضوعية..أعرف جيدا أن هذا الكلام سيغضب الكثيرين من الزملاء ولكن ما يحدث قضية تستحق المناقشة ويجب أن تتخذ نقابة الصحفيين موقفاً من هذه الظاهرة وهذا بالتأكيد لصالح المهنة لأن ما يحدث يحطم «ألف باء» الصحافة وأصولها، ولأننى ببساطة لم أعد أعرف من مع من؟ ومن يعمل لمصلحة من؟ ناهيك عن الأجيال الجديدة من شباب الصحفيين الذين أصبحوا يجدون حوارات جاهزة وأخبارا معدة للجميع!
كما أنه من حقنا أن نتساءل عن شكل العلاقة بين الفنان والصحفى الذى يعمل عنده.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة