بالطبع أوافق على مطالبة وزير الثقافة فاروق حسنى بضرورة أن نقبل الديانات الأرضية، وضرورة قبول التنوع الدينى والثقافى.. وأضيف عليه من عندى التنوع السياسى أيضا.. لماذا؟
لأن هذه هى طبيعة البشر وطبيعة الحياة، أى الاختلاف.. ولو أراد الله جل علاه أن يجعلنا جميعا نسخة واحدة، لفعل. وبالتالى ليس منطقيا أن يحاول أحد أيا كان أن يجعلنا أصحاب ديانة واحدة أو فكر واحد، فهذا انتهاك لحقوق الإنسان التى كفلها الدستور والمواثيق الدولية، والإسلام من قبلهما، «من شاء فليكفر ومن شاء فليؤمن»،و«لكم دينكم ولى دين». إذن طالما أن المواطنين مختلفون فى الأفكار والعقائد، بل فى الطباع الشخصية.. فكيف يعيشون فى وطن واحد؟
بأن يرتضوا جميعا احترام الحريات الفردية، ويبحثون عن المشترك بينهم وهو المواطنة، أى أننا جميعا متساوون فى الحقوق والواجبات بغض النظر عن اختلاف الأفكار والديانات والمعتقدات.. وبغض النظر عن كونى فردا من الأغلبية والأقلية.. أى ليس من حق الأغلبية أن تفرض ما تشاء على الأقلية، ربما من حقها أن تختار سياسات عامة، ولكن ليس من حقها أن تنتهك حرية الرأى والتعبير والاعتقاد لفرد واحد.
وعلى هذه الأرضية ذاتها كنت أتمنى أن يحسم وزير الثقافة فى لقائه بأعضاء الجمعية البريطانية المصرية للأعمال، أن الآثار اليهودية فى مصر مصرية، أبدعها مواطنون مصريون فى مختلف العصور.. فهو يعلم أن اليهودية ليست جنسية، ولكنها ديانة سماوية مثل غيرها، وإسرائيل ليست الممثل الرسمى لليهود فى العالم، ولن تكون، فهذه أكذوبة كبرى تحاول فرضها علينا وعلى غيرنا، وللأسف استسلمنا لها، واستسلمنا لأن تمارس ضدنا كل هذا الابتزاز، فمصر لا تستضيف الآثار اليهودية و«تحافظ عليها وتهتم بها»، مثلما أن مصر لا تستضيف الآثار المسيحية أو الإسلامية، ولكن كل ذلك وغيره يشكل النسيج الوطنى المصرى، والواجب يحتم علينا أن ندافع عن مصريتهم جميعا وبالدرجة ذاتها.
سعيد شعيب
خارج التصنيف
فاروق حسنى نتمنى أن تدافع عن الآثار اليهودية لأنها مصرية وليست إسرائيلية
الجمعة، 07 نوفمبر 2008 12:15 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة