محمد صلاح العزب

النداء الثالث إلى الرئيس

الخميس، 18 ديسمبر 2008 06:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
للأسف الشديد لم يسعدنى حظى بالاطلاع على النداءين الأول والثانى، لكننى وجدت النداء الثالث بفضل الله ملصقاً على بعض أعمدة الكبارى فى أكثر من ميدان عام، وهذا نصه: «النداء الثالث.. نداء إلى السيد رئيس الجمهورية.. رغم الليسانس ما زلت عامل خدمات.. أين مبدأ العدالة الاجتماعية عندما ضاع حقى فى إدارة شبين الكوم التعليمية؟.. المواطن محدود الدخل المظلوم إسلام سالم.. إدارة شبين الكوم التعليمية.. ثم رقم موبايل».

»ما زلت« فيها لوم واضح، فرغم النداءين السابقين مازال الوضع كما هو عليه، إسلام لم يتهور ويكتب: «أمال يعنى لو ما كنتش بعت لك نداءين قبل كده كان حصل إيه؟» إسلام أيضا لم يتورط فى طلب شىء، اكتفى بعرض مشكلته، وتساءل عن مبدأ العدالة الاجتماعية دون أن ينفى وجوده، إسلام حصيف، لديه أدب مخاطبة الملوك والرؤساء والكبراء عبر أعمدة الكبارى، التى تعد من أهم إنجازات عصر النهضة ومدينة السلام والعبور.

إسلام فكّر وقدّر، حمل حقيبته وركب القطار. ظُلْم شبين الكوم لا ترفعه إلا القاهرة، إسلام بلديات الرئيس، المنوفية نسب وصهر ورحم، إسلام لديه واسطة فى القاهرة، رئيس جمهورية يحب محدودى الدخل، ولا يقبل الظلم، ولديه محطة مترو باسمه، ويحب الكبارى والأنفاق، الخطة محكمة وسهلة، فكّر وقدّر وقال لنفسه: يعنى هيسخطوك إيه يا قرد؟
إسلام كتب الورقة على الكمبيوتر، ثم صورها فى مكتب تصوير مستندات، واشترى جردل كلة بيضاء، وفرشاة، وتسلل متستراً بالظلام، وألصق نداءه إلى الرئيس فى عقر المحطة التى تحمل اسمه، اللى مالوش رئيس يتخيل له رئيس، واللى ليه بطن يبقى عاوز ياكل حتى لو هيتضرب على ضهره.

هناك ملايين سيحسدون إسلام: يا بختك، لقيت شغل؟ وماله عامل خدمات يعنى؟ مش أحسن ما تبقى عامل زينا وقاعد تاخد مصروفك؟ على إسلام أن يكتفى بندائه الثالث والأخير، فنحن لدينا فى أخف التقارير 2 مليون عاطل، بخلاف المظلومين والمهضومين، ولو سمحنا لكل منهم بـ 3 نداءات فقط، عملاً بمبدأ العدالة الاجتماعية الذى يطالب به إسلام نفسه، لأصبح لدينا 6 ملايين نداء تحتاج إلى 6 ملايين عمود لوضعها عليها، والعملية كما لا يخفى على أحد «مش ناقصة عواميد ولا كبارى».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة