مشاعر روبى لم تكن صادقة.. والسيناريو سقطة الفليم الكبيرة

"الوعد".. فيلم حقيقى أفسده استسهال الكبار..

الخميس، 18 ديسمبر 2008 05:52 م
"الوعد".. فيلم حقيقى أفسده استسهال الكبار.. روبى وآسر ياسين فى مشهد من فيلم الوعد
كتب وائل السمرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أخيرا أصبح الآن لدينا فيلم يستحق النقد، والإشادة، ويحتمل الاتفاق والاختلاف، فـ «الوعد» يتناول قصة فساد كبيرة يشترك فيها مسئولون فى الدولة مع رجل أعمال «ضابط سابق» فى جرائم منظمة على طريقة المافيا الدولية، فيهربون العملة ويتاجرون رجل الأعمال «السحراوى الذى يقوم بدوره الممثل السورى «غسان مسعود» يقرر التخلص من أحد رجاله القدامى «يوسف» الذى قام بدوره الفنان الكبير محمود ياسين، بعد أن أصيب بالسرطان وأخذ بعضا من الأموال التى تخص العصابة، فيكلف السحراوى أحد رجاله «عادل» الذى قام بدوره الممثل الشاب «آسر ياسين» للقضاء على يوسف، كما كلف إحدى فتيات الليل «فرحة» التى قامت بدورها «روبى» لتمثل عليه العشق وتراقبه لكنها تقع فى حبه وتكشف له نفسها، ولكن تأتى الرياح بما لا يشتهى «السحراوى» فيتعارف يوسف وعادل ويتحابان ويتخذ يوسف من عادل خليلا له، بعد أن يكلفه بأن يبنى له قبرا خاصا فوق صخرة مطلة على البحر ثم يكتشف عادل أن يوسف قبطى، ولهذا يتعرف على «جرجس» الذى يترك حياته الهادئة المطمئنة بإحدى الجمعيات القبطية، ويتورط مع عادل فى مهمته، وبعد أن يموت «يوسف» يقرب يعتمد العسرواى على عادل بدلا منه، ويكلفه بحمل 3 ملايين جنيه، لاستبدالهم بدولارات، فيهرب عادل إلى المغرب بعد أن حول الأموال إلى سندات فى البورصة، وأخذ وثيقة السندات معه، وفى المغرب، يتعرف عادل على فتاة ليل، تقع فى غرامه ويهرب عندها، إلى أن يقتلها فرع العصابة بالمغرب، المصادفة وحدها هى تكتشف لعادل أن العسرواى سيدخل سباق خيل بفرسه المحببة، فيقرر أن يعود إلى القاهرة، ويستولى على الفرس بمساعدة جرجس، ليساوم السحراوى على الأموال ويأخذ بثأر يوسف، فيستسلم له ويفعل ما يريده وفجأة يدخل البوليس ليقبض على السحراوى، وينتهى الفيلم بمشهد لعادل ويوسف وفرحة فى أحد المطاعم وأمامهم أحد أفراد العصابة يهددهم بالقتل.

الشىء الأكثر إبهارا فى الفليم هو الاهتمام بتفاصيل الصناعة السينمائية والموسيقى التصويرية، بالإضافة إلى أداء الممثلين المتقن، باستثناء روبى التى استعرضت صدرها أكثر مما استعرضت فنياتها، ولم تفرق بين أحاسيس بنت الليل وأحاسيس الحبيبة العاشقة، ولا تهدف إلا إلى الإثارة فقالت مثلا أنها تتمنى أن تنام فى «حضن واد مز» وفى كثير من المشاهد كانت لا تضبط انفعالات وجهها مع جمل الحوار، وهذا الارتباك فى الأداء جعل انتقالها من «تمثيل الحب» على عادل إلى الوقوع فيه فعلا غير واضح، أما آسر ياسين فقد حالفه التوفيق فى معظم مشاهد الفليم باستثناء ميله إلى الانفعال الصارخ فى مواقف لا تستحق هذا، وتميز ياسين بتوظيفه لمهاراته الأدائية وإمكانياته الجسمانية بانسجام يحسد عليه، أما أحمد عزمى فكان من مفاجآت الفيلم الحقيقية، وكذلك محمود ياسين الذى أدى دوره بعالمية مدهشة.

أكثر الأشياء استفزازا فى الفليم بعد أداء روبى، هو محاولة السيناريو الذى كتبه السيناريست الكبير وحيد حامد إبراز البطل «عادل» بأنه بطل أسطورى و«دون جوان» يقع فى غرامه كل من يقابله، دون حبكة درامية محكمة أو تقديم مبرر فنى مقبول، وعدم إجابته عن عدة أسئلة مهمة مثل: لماذا لم يغير «السحراوى» من تقييمه لعادل بعد أن اكتشف صداقته ليوسف؟ ولماذا تم قتل يوسف أصلا؟ ولماذا لم تظهر نقطة ضعف «السحراوى» وهى الفرس الأثيرة إلا فى آخر الفيلم، وكأنها هبطت من السماء لتتم مساومة السحراوى عليها؟ ولماذا لم يأخذ السحراوى احتياطاته اللازمة تجاه شىء يحبه إلى هذا الحد؟ وإن كان الرد على كل هذه الأسئلة التى تنتقص من منطقية الدراما بأن الفيلم فانتازى، فهذا رد غير مقبول لأن حتى الفانتازيا لها منطق لابد أن تتم مراعاته.

لمعلوماتك..
2 عدد الأفلام التى قامت روبى ببطولتها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة