كالعادة، ما إن يبتسم لنا رواج السياحة حتى يكشر عن أنيابه مرة أخرى. هذه المرة لسنا وحدنا، العالم كله معنا فى هذه الحسرة. فى عام 2007 بلغت الإيرادات الدولية للسياحة 856 مليار دولار أمريكى، كان نصيب مصر منها 8،3 مليار دولار، وارتفع هذا الرقم ليصل فى 2008 إلى حوالى 11،6 مليار.
العاملون بالسياحة يعلمون أنهم مقبلون على فترة عصيبة تأثراً بالأزمة المالية العالمية. آخر تقرير لشركة برايس واترهاوس كوبرز PricewaterhouseCoopers
وهى أكبر شركة للخدمات الاستشارية فى المراجعة والمحاسبة فى العالم، يتوقع أن تتراجع مكاسب الفنادق فى 2009 بنسبة 20 %، أما على أرض الواقع فى مصر خاصة فى شرم الشيخ والغردقة فقد طلبت معظم وكالات السياحة الأوروبية تخفيض حجم حجوزاتها فى الفنادق إلى أقل من النصف.
وقد بدأت بالفعل نبرات الحسرة والقلق تغلب على أصوات القائمين على الفنادق.. إما لأنهم لا يعلمون إلى أى مدى ستنجح سياسة مواجهة الأزمات المعروفة لديهم بتخفيض حاد وفورى للأسعار، أو لأنهم يرفضون الاستسهال و«بيع مصر رخيص» بالتعبير السياحى فلا يستطيعون بالتالى ضمان سداد مرتبات موظفيهم ومديونياتهم فى نهاية الشهر.. فلنتعامل مع الواقع. الحقائق هى: أن المنافسة ستشتَد للحصول على أكبر نصيب من الكعكة الصغيرة؛ إن من حولنا تونس والمغرب وتركيا ودبى لن تقف متفرجة وهى دول تعتمد فى سياحتها على الجودة وعلى خطط التسويق لا على خفض الأسعار فقط؛ إن الرابح فى الفترة القادمة هو من يضمن للسائح أعلى جودة بأقل سعر؛ إن القصور فى الجودة ونقص التدريب وغياب خطط تسويق جيدة تقلّص من نصيبنا من السياحة حتى فى أوقات الرخاء؛ إن سعر الغرفة الفندقية، بالرغم من النمو السياحى الملحوظ، لم يصل بعد إلى ما كان عليه عام 1992 لأن معظم الفنادق منذ ذلك التاريخ لا تكل ولا تمل من تخفيض الأسعار بعد كل عملية إرهابية، فعُرفت مصر عالميا مقصدا للسائح الفقير وكأننا ندعم مواطنى أوروبا وروسيا للتنزه.
ينتقد تقرير برايس واترهاوس تخفيض الأسعار ويقول: لا تنسوا أن الأوقات الجيدة ستعود بعد وقت قصير. فعلينا أن نستعد لعودة الخير وحصاد أكبر قدر منه. علينا استغلال فرصة الركود لإحداث التغييرات اللازمة للنمو. هل نستطيع خلق صورة محددة لنا Nation branding تجعل نصيبنا من السياحة الدولية أكبر مما هو عليه الآن أو على الأقل تعود بأسعارنا إلى عام 1992؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة