د. سهير عبد الفتاح

مغامرة واثقة من نفسها!

الخميس، 18 ديسمبر 2008 05:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت أسمهان فى الرابعة عشرة من عمرها عندما بدأت تغنى، فى تلك المرحلة، أوائل الثلاثينيات من القرن الماضى، كانت أسمهان تتعلم الغناء على يد داود حسنى، وفريد غصن، ومحمد القصبجى، لكنها توقفت فجأة فقد تزوجت وهى فى السادسة عشرة من ابن عمها وعادت معه إلى جبل الدروز فى سوريا لتقضى ثلاث سنوات أنجبت خلالها ابنتها الوحيدة كاميليا، ثم انفصلت فجأة وعادت إلى القاهرة لتحترف الغناء وتصبح اسماً لامعاً فى وقت قصير جدا.

من أهم الأغانى التى قدمت أسمهان للجمهور القصيدة التى لحنها لها محمد القصبجى وغنتها 1937 «ليت للبراق عينا» وهى من الشعر القديم، وبعدها غنت له قصيدة «اسقنيها بأبى أنت وأمى» من شعر بشارة الخورى، وفى العام التالى غنت له أيضاً لحنه الرائع الذى مزج فيه بين أساليب الغناء العربى والغناء الأوبرالى، وقد أدته أسمهان أداء لا يقل روعة، وهو لحن «يا طيور» الذى كتب كلماته يوسف بدروس.

لكن أسمهان كانت مغامرة وواثقة من نفسها، ولهذا لم تتردد فى أن تغنى من ألحان شقيقها فريد الأطرش الذى كان فى ذلك الوقت مغنيا وملحنا ناشئاً، كما كانت هى أيضاً ناشئة، ومن أوائل الألحان التى غنتها له «نويت أدارى آلامى» الذى وضعه على إيقاع التانجو الذى شاع فى تلك الفترة، وغنته أسمهان بعد عودتها لمصر سنة 1937، ثم غنت له الأغنية الدينية «عليك صلاة الله وسلامه».

وفى أوائل الأربعينيات قدمت أسمهان مع شقيقها فيلم «انتصار الشباب» الذى لحن فريد كل أغانيه، ومن «انتصار الشباب» إلى «غرام وانتقام» الذى لعبت فيه دور البطولة أمام يوسف وهبى وغرقت قبل أن تكمله.

وفى هذا الفيلم قدمت عددا من أشهر أغنياتها ومنها «ليالى الأنس» التى لحنها فريد الأطرش، وقصيدة «أيها النائم» التى لحنها رياض السنباطى. وكانت أسمهان قد شاركت محمد عبدالوهاب فى أوبريت «مجنون ليلى» فى فيلم «يوم سعيد» سنة 1939 كما غنت لمدحت عاصم، وفريد غصن، وزكريا أحمد.

فى هذه السنوات التى احترفت فيها الغناء- سبع سنوات لا غير- أتقنت كل الأساليب ووصلت إلى قمة الشهرة، تمكنت أولاً من أصول الغناء العربى كما نجد فى قصيدة «ليت للبراق عينا» التى لحنها القصبجى وقصيدة «أيها النائم» التى لحنها السنباطى، أما فى أغنية «يا طيور» فقد وصلت أسمهان لأعلى طبقة فى صوتها، بالإضافة إلى حساسيتها الفائقة وقدرتها على التعبير والانفعال باللحن وبالكلمات، وبهذا احتلت مكانها فى الأغنية العربية الحديثة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة