لماذا ننتظر دائما من السينمائيين الأجانب عامة والأمريكيين خاصة أن يتحدثوا عن مشاكلنا كمجتمع ودول عربية؟ ولماذا نملك هذا الاعتقاد اليقينى بأنهم يعرفون أين نقع على الخارطة؟ وأنهم يدركون كم الكوارث السياسية والاجتماعية والإنسانية التى نحيا فى ظلها؟ ولماذا نتطلع إلى تلك اليد الرحيمة التى نعتقد أنها ستربت علينا فى الصباح والمساء.. هذه أسئلة ألحت على بشدة وأنا أتابع المؤتمر الصحفى للمخرج الأمريكى أوليفر ستون الذى أقيم ضمن فعاليات مهرجان دبى السينمائى الخامس حيث انبرى الحاضرون فى سؤاله عن الشخصية العربية السياسية التى قد تثيره ليقدم عنها فيلما سينمائيا؟ مثلما قدم فيلمه «دبليو» وأسئلة أخرى تتعلق بالرقابة فى مجتمعاتنا العربية. ونسى هؤلاء أنه برغم أن أوليفر مخرجاً يسارياً ويملك الكثير من الرؤى السياسية التى عالجها وناقشها فى أفلامه ولكنه فى النهاية مواطن أمريكى مهموم ببلده ويفكر فى سياسات ذلك البلد من منظور إنسانى..وأخذ زمام المبادرة فى الحديث عن بلده ودخل سجالات ونقاشات وقدم أفلاما أثارت ضجة وجدلا فى العالم كله ولم يتنظر أن يأتيه مخرج أوروبى ليحدثه عن أمريكا.
نعم نحن نتحدث بالفعل فى بعض أفلامنا وأعمالنا الفنية عن قضايانا ولكن أغلبها بحياء أو خوف، وهذا مايجعلنا ننتظر الآخر، حيث نعتقد أنه يمتلك حظا أكبر من الجرأة.. هذه هى المرة الثانية التى أرى فيها أوليفر ستون فى دبى وفى المرة الأولى كان قويا باسما بسيطا يتحدث مع المخرج محمد خان وريتشارد جير النجم الأمريكى عن السينما وأهميتها فى التواصل بين البشر وضرورة أن تكون جسراً ثقافياً، وتلك قضية إنسانية، ولكن هذه المرة بدا مندهشا من الأسئلة التى وجهت له ورد بكل بساطة قدمت فيلمى عن جورج دبليو بوش لأنه شخصية درامية صعد من لا شىء، ورغم ذلك أثر فى سياسات العالم أجمع.. وعانت بسببه أمريكا الكثير من الكراهية والصدام مع الآخرين، لذلك قدمت فيلمى لأن قضيته تعنينى كمواطن أمريكى.
وكأن لسان حاله يقول للحاضرين تحدثوا أنتم عن قضاياكم.. وهى نفس الجملة التى رددتها النجمة الأمريكية «سوزان ساراندون» على مسامع الحاضرين فى المؤتمر الصحفى الذى عقد لها فى مصر ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى «لا تتركوا هوليود تخبركم قصصكم». وقد يكون ما قاله أوليفر ومن قبله سوزان تأكيداً على ضرورة أن يملك السينمائيون العرب جرأة الحديث عن مشاكلنا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة