رغم قرار خروجها من الصحراء الغربية فى 2000

الأمم المتحدة ما زالت تدير الأزمة من الداخل

الأحد، 21 ديسمبر 2008 12:08 ص
الأمم المتحدة ما زالت تدير الأزمة من الداخل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأزمة فى الصحراء الغربية قديمة قدم الصحراء نفسها. وظهرت على سطح المجتمع الدولى تحديداً فى 1884 مع بداية الاستعمار الأسبانى للصحراء واستمرت باستمرار الاحتلال الفرنسى والأسبانى والبرتغالى حتى جاء قرار الأمم المتحدة عام 2000 بعد أن أجرى تقييماً شاملاً للموقف طوال السنوات الماضية. خلص تقرير الأمين العام إلى أن كافة الجهود التى بذلت من أجل التوفيق بين الجانبين المغربى والصحراوى والجزائرى والبوليساريو باءت بالفشل.

فجاء خيار خروج الأمم المتحدة، خاصة وأن الأزمة قد كلفت المنظمة 1.5 مليار دولار فى 11 عاماً، ولكن جاءت زيارة اليوم السابع لتثبت العكس، فمع هبوط الطائرة إلى مطار مدينة العيون أكبر مدن الصحراء تأكدنا أن الأمم المتحدة ما زالت موجودة فى الصحراء المغربية، طائراتها فى المطار وسيارتها تجوب كافة الشوارع الصحراوية، من المسئول عنها؟ هل قرار الأمم المتحدة مجرد حبر على ورق؟ .. علامات استفهام يتبعها العديد من علامات التعجب عن هذا الوضع .


آخر قرار اتخذته الأمم المتحدة بشأن النزاع الصحراوى يحمل الرقم 1495 وصدر بتاريخ 30 يوليو 2003، وقد مدد صلاحية بعثة المينرسو إلى 3 أشهر إضافية أى لغاية 31 أكتوبر2003، وهذا يعنى أن بعثات الأمم المتحدة رحلت منذ هذا التاريخ.

شكل هذا القرار حلاً وسطاً يجمع بين خطة التسوية ومواصلة الجهود مع الأطراف المعنية للتوصل إلى اتفاق عام يعمل على ترسيخ الدعوة إلى حكم ذاتى لسكان إقليم الصحراء لفترة تتراوح ما بين 4 إلى 5 سنوات، بالإضافة إلى طرح استفتاء لتحديد مصير سكان الإقليم بعد هذه الفترة، مع دعوة الأطراف المعنية (الجزائر والمغرب وأسبانيا وفرنسا وموريتانيا)، بالأزمة إلى العمل مع الأمم المتحدة وإلى العمل بينهم باتجاه الموافقة على خطة السلام.

ورغم التأييد الذى تحظى به حالياً خطة وزير الخارجية الأمريكية الأسبق وممثل الأمين العام جيمس بيكر، والتى تجمع بين الحكم الذاتى لسكان الإقليم لفترة تتراوح بين أربع وخمس سنوات والاستفتاء على تقرير المصير بعد ذلك، ورغم موافقة الولايات المتحدة وجبهة البوليساريو عليها، فإنها لا تزال تتعثر بسبب معارضة المغرب وفرنسا، وإن لم تعلن موريتانيا، موقفها من الخطة الجديدة.

وتبين محطات مشكلة الصحراء فى تسلسلها الزمنى بروز قطبين فى منطقة المغرب العربى، أحدهما الرباط والآخر الجزائر العاصمة اللذين انعكست علاقاتهما المتأزمة على القضية الصحراوية. فإذا كان الموقف الجزائرى الذى تبلور منذ عهد الرئيس هوارى بومدين يقوم على حصر المشاكل فى كونها تصفية استعمار وتحرير شعب، فإن الموقف المغربى الذى اتضحت معالمه منذ عهد الملك الحسن الثانى يستند إلى حجج تاريخية واجتماعية تقضى بتبعية الصحراء للمغرب.

ولا يقل الموقف الموريتانى منذ عهد المختار ولد داداه حتى اليوم أهمية عن الموقفين المغربى والجزائرى، مما يعطى الأزمة أبعاداً متشابهة، ولكن مواقف البوليساريو بزعامة محمد عبد العزيز المطالبة باستقلال الإقليم، واستجلاء رؤيتها للصراع ضروريان للإحاطة بمختلف حيثيات الأزمة.


لمعلوماتك..
يعمل مبعوثو الأمم المتحدة فى الصحراء الغربية منذ 9 سنوات.
عدد مبعوثى الأمم المتحدة فى الصحراء الغربية ثلاثة، وهم السويسرى جوهانس مانس (1991) والباكستانى يعقوب خان (1992) والأميركى جيمس بيكر (1997).
عرفت الصحراء الغربية خلال فترة الاستعمار الأسبانى شخصيات تركت أثرها الثقافى والجهادى فى المنطقة، خصوصاً الشيخ "ماء العينين" وابنه الشيخ "أحمد الهيبة".
يمتاز هذا الإقليم بتنوع مكونات اقتصاده وبموقعه الاستراتيجى المتميز، ويثير الاهتمام الدولى خاصة من طرف أمريكا وفرنسا وأسبانيا.
ومع وجود محاولات دولية جديدة لحل المشكلة، فإن مستقبل النزاع يظل مصبوغاً بالتأزم نظراً لتمسك كل طرف بموقفه وعدم الاستعداد لتقديم تنازل للآخر.
المنطقة دخلها الاستعمار الأسبانى، وظل فيها تسعة عقود ثم تركها مخلفاً نزاعاً بين دول المنطقة ما زالت أحداثه مستمرة إقليمياً وقارياً ودولياً.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة