الفريق أحمد شفيق.. المطار الثالث منظومة للإنجاز الدقيق

مشكلة المواطنين مع الحكومة تتلخص فى أبرز صورها فى الإدلاء بتصريحات وتقديم وعود لا تنفذ، تبقى المشكلات وتتفاقم وتظل الحلول فى دائرة المسكنات، لكن الأمر يبدو مختلفا مع وزير الطيران المدنى الفريق أحمد شفيق، الذى يمثل حالة خاصة من المسئولين الذين اعتدنا عليهم، فهو يتحدث قليلا ويعمل كثيرا وينفذ وعوده بالشكل الذى تقرر، ويحرص فى عمله على توفير قدر كبير من الدقة، وقد ظهر هذا الأمر لكل من يتابع حالة مطار القاهرة، الذى تحول منذ تولى شفيق من حالة الزحام والفوضى المزمنة، إلى حالة أكثر تنظيما، الأمر الذى انعكس على أحوال المسافرين والعائدين، وحتى داخل مطار القاهرة، تقلصت حالة الفوضى بفضل التنظيم الجيد والدقة.

والأمر الذى يجعل شفيق ضمن الصاعدين هذه الأيام هو المبنى الثالث لمطار القاهرة الذى تم افتتاحه الأسبوع الماضى، وكل من شاهد المبنى وجد نفسه أمام إنجاز رائع، من حيث المساحة، والخدمات المتوفرة للمسافرين والعائدين، والأنشطة الاستثمارية، التى تشكل مصدرا لتوفير فرص استثمار وعمل، وتوفير تمويل للتوسعات.

جرت العادة أن يتم الحديث عن حجم المشروعات بحجم الإنفاق وفى هذا السياق فإن إنجاز المبنى الثالث لا يمكن أن يقاس فقط بحجم ما أنفق عليه والبالغ 3.1 مليار جنيه على 190 ألف متر مربع، وأنجز فى مدة لا تتجاوز السنوات الثلاثة كلها مؤشرات، قد لا تعبر عن حجم ما تحقق، بقدر ما تكشف عن الدقة والتركيز.

المبنى الجديد يأتى ضمن منظومة تراعى المداخل والمخارج، فى الداخل نظام حديث لتناول الحقائب بطول خمسة كيلو مترات، نظام آلى لمكافحة وإطفاء الحرائق، و67 وحدة كشف على المعادن و326 كاميرا مراقبة، وأنظمة إلكترونية لقراءة الجوازات والاستعلام عن المعلومات، 76 كاونتر جوازات و110 كاونترات لشركات الطيران و51 سلما متحركا و63 مصعدا و50 مشاية متحركة، خارج الصالات هناك منطقة انتظار تنهى تكدس السيارات.وتزامن افتتاحه مع افتتاح طريق جديد للمطار عبر الطريق الدائرى وطريق السويس والأوتوستراد، لتلافى عذاب الذاهبين والعائدين فى طريق «العروبة».

ولا ننكر مجهود الوزير فى تطوير مطارات مصر الأخرى التى تشكل منظومة محترمة للنقل الجوى السريع والآمن، وكل هذا يجعل من الصعب تجاهل قدرات الفريق شفيق والفريق الذى يعمل معه، والذين نجحوا فى تقديم صورة حضارية لإنجاز يخدم المواطنين بشكل محترم.