من المؤكد أن إعلان موظفى الضرائب العقارية تأسيس نقابتهم المستقلة بعيدا عن الاتحاد العام لعمال مصر، سوف يجعل رئيسه حسين مجاور فى موقف صعب، ومعه كل المستفيدين من الأوضاع الحالية، وسيخوض حربا شرسة ضد الحق فى تأسيس نقابات، ومعه جيش ضخم سيكون من ضمنه الحزب الوطنى الحاكم، ومعه كثير من القوى السياسية، حتى بعض من الذين يؤكدون أنهم أنصار الطبقة العاملة.
ومع ذلك، وبالرغم من كل ذلك، سيخرج حسين مجاور وزملاؤه، ومع كامل الاحترام لشخصه، إلى صفحات التاريخ، ليس فقط بسبب مخالفة هنا أو هناك، ولكن لأن هذه القيادات العمالية لم تعد صالحة لزماننا، لما يلى:
1- ستنتهى عاجلا أم آجلا إلحاق النقابات العمالية وحتى المهنية جبرا بالسلطة الحاكمة، بهدف استخدامها كأداة سياسية، وهو للأسف ما يحدث من 1952، عندما أمم الضباط الأحرار الحركة العمالية ومن قبلها الحركة السياسية، كما سينتهى عاجلا أم آجلا أن تكون معركتنا هى استبدال سيطرة السلطة الحاكمة بسيطرة تيار سياسى آخر، فالخراب الحالى فى أوضاع النقابات من المستحيل استمراره.
2 - رغم صعوبة تقبل فكرة التعددية النقابية بسبب الثقافة السائدة، فالرأى العام بدأ فى تقبلها، وهناك 22 منظمة أعدت قانوناً جديداً مبنياعلى فكرة الحق فى تأسيس النقابات للمواطنين، لكن يبقى أصحاب الفضل الأكبر هم موظفو الضرائب العقارية، الذين رفضوا سيطرة السلطة الحاكمة وأى قوة سياسية معارضة.
3- تدريجيا سيدرك العمال والمهنيون أنهم أصحاب مصلحة فى التعدد النقابى، ناهيك عن أن هذا حقهم الذى تكفله مواثيق حقوق الإنسان الدولية ومواثيق منظمة العمل الدولية، وهذا سيحرر النقابات من سيطرة الشريحة المستفيدة ومنها حسين مجاور وزملاؤه.
4 - كما سيدرك أصحاب الأعمال، أنهم أصحاب مصلحة على المدى الطويل فى وجود نقابات قوية ومعبرة عن العمال، يمكنهم التفاوض معها، ليس فقط حول حقوق العمال، ولكن حقوقهم كأصحاب عمل لدى العمال، وهذا سيضمن إلى حد كبير عدم وجود انفجار فوضوية تضر بالبلد، لأنه سيكون هناك تفاوض ديمقراطى بين مختلف الطبقات وصولا إلى نقطة توازن، تحفظ الحقوق وتصون البلد.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة