تحظى الـ mbc بنسبة المشاهدة الأعلى، لدى المشاهد العربى، فهى قادرة على تقديم مزيج من المواد التليفزيونية، التى ترضى أغلب الأذواق؛ مقدار المتعة التى تمنحها هذه الشاشة، يشوبه هذه الأيام إعلانان يحملان الاسم نفسه «أقم صلاتك». قدر غير محدود من الألم لابد أن يصيب المشاهد، حين يخترق الشاشة إعلان يحضر الموت إلى عتبته. الإعلان الأول يصور شبابا ينطلقون فى سيارة، تغمرهم السعادة، لتأتى أخرى مسرعة تصطدم بهم، ليموتوا فى الحال، ثم يذهب الإعلان مع أحدهم بعد وفاته، يتذكر كيف أنه وأصدقاءه كانوا قادمين من رحلة بحرية، وأنه وحده تركهم ليقيم الصلاة، لكنهم يسخرون منه، ليذهب وحده ويصلى، تقف روح الشاب المتوفى على الشاطئ تتذكر المشهد وتحمد الله، ثم تعود الكاميرا إلى الشاب القتيل، مع صوت الراوى: «هذه حياتى.. هذه اختياراتى».
الإعلان الأحدث، يقدم الصورة من وجهها الآخر، حيث مراهق تطلب منه والدته أن يقيم الصلاة التى حان وقتها، يدخل غرفته بعدها نراه فى سيارة مسرعة مع أصدقائه، يقع حادث ويموتون جميعاً، تذهب معه الكاميرا أيضاً، لنراه جالساً فى غرفته لا يصلى، ويحادث أصدقاءه فى التليفون، لتحديد الموعد الذى ماتوا وهم ذاهبون إليه، لكن هذه المرة تجلس روحه بجواره فى المشهد، باكية نادمة على ما فاتها، نعود إلى الشاب القتيل مرةً أخرى، مع صوت الراوى نفسه: «هذه حياتى.. هذه اختياراتى»!.
الإعلانان ضمن حملة تسمى «أقم صلاتك»، وهما أبرز أدوات الدعاية فيها، لكن ما الذى يجنيه المشاهد حين تقاطع سهرته بمادة كهذه؟، الصدمة التى يرغب فيها صناع الإعلان تتحقق بالفعل، فمن يشاهد أيا من الإعلانين يلحظ البداية المشوقة، والمحفزة على المتابعة، وربما يتوقع أنه إعلان ضمن حملات التوعية بمخاطر السرعة الزائدة فى القيادة، لكنه يصطدم بالنهاية المؤسفة، تتحقق الصدمة هنا، لكنها فى الغالب لا تشجع المشاهد على إقامة صلاته، وإنما تترك أثراً منفراً من الشاشة نفسها، فكيف يتوقع أن يستقبل مشاهد يتابع فيلماً أجنبياً فى سهرته على mbc max، أو mbc2 مثلاً، إعلاناً مثل هذا: مؤلم فى سيناريو قاس، ويذاع فى مواعيد السهرة، فى التوقيت الذى يقرر فيه المشاهد أن يلقى بهموم يومه وراء ظهره، باحثاً عن أى قدرٍ من الترفيه قبل النوم؟!.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة