الصحف المصرية عاجزة عن تقديم المادة الخبرية بكامل أبعادها، كما أنها تخلو من الحياد التام، ولا تفصل بين عرض المعلومات والتعليق عليها. كما أن الكثير من الصحف تتضمن أخبارها عناصر موحية، تفسد مقدما قدرة القارئ على تقدير الحجم الحقيقى للحدث وخلفياته، وهذا يعد جزءا من خلطة الدين والجنس التى يلجأ إليها الكثير من الصحف لرفع أرقام توزيعها.
الصحفيون المصريون بحاجة إلى التدريب على خطورة العامل المؤثر، الذى يدخل على التغطية الخبرية مثل صياغة الأخبار بناء على معلومات يحصل عليها الصحفى من تحريات المباحث، وهى ليست دقيقة أو حيادية، ولذلك يجب تقصى المعلومات من مصادر مختلفة، وعزل التعليق والرأى عن صياغة الخبر، فالأخبار لابد أن تكون معلوماتية ومحايدة.
وعلى مجلس نقابة الصحفيين وضع مبادئ تحكم وتنظم طريقة تناول الصحفيين للأزمات الطائفية وفى ذات الوقت لا تقيدهم، وعليها رفع مستوى ثقافة أعضائها. ونحن لدينا صحفيون عقلاء يستطيعون المبادرة بعدم استخدام تعبيرات من شأنها إشعال الفتنة، ولدينا ميثاق الشرف الصحفى الذى يكفل حماية كاملة ضد الجرائد التى تشعل الفتن الطائفية فى المجتمع، لكن النقابة «بتتفرج وبس».
للأسف هناك عراقيل كبيرة تواجه تطبيق ميثاق الشرف الصحفى، منها قانونية تعرقل تفعيل ميثاق الشرف الصحفى ضد الجرائد التى تخالفه، بالإضافة إلى الميول السياسية لبعض أعضاء المجلس المنتمين للتيارات الدينية، كما أن النقابة فى حاجة إلى مرصد دائم لمراقبة الصحف التى تنتهك الميثاق، فللأسف لا يوجد شخص بالمجلس مكلف بمتابعة ممارسات الصحف والتحقيق فيها، ولا يصح أن يكون الموضوع مشاعا رغم خطورته، ويثيره قراء، أو الحكومة، أو أى جهة أخرى.
رجائى الميرغنى
التيارات الدينية فى النقابة تعطل تنفيذ ميثاق الشرف الصحفى
الجمعة، 05 ديسمبر 2008 05:42 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة