الصحافة المصرية بشكل عام تعانى مما يمكن أن نطلق عليه مستوى مهنى غير عال، أبرز صوره الخلط بين الخبر الحقيقى ورأى المسيطرين على الجريدة، حتى يختلط الأمر على القارئ، فيتصور أن ما يقرأه هو الحقيقة فى حين أنه رأى الجريدة، فالخبر يجب أن يكون صورة فوتوغرافية للحدث دون أى تحيز وهذا حقى وحقنا جميعا كقراء.
أزمة أخرى فى تناول الصحف للفتنة وهو التعميم المتعمد، فمثلا خلال حادث عين شمس الأخير، معظم الجرائد بدلا من أن تقول إنه حدث فى منطقة فى عين شمس قالت «عين شمس كلها بتولع»، وقالت أيضا إن حشودا من المسلمين حاصرت المنزل الذى تحول لكنيسة، والحقيقة أنهم كانوا 50 فردا فقط، وبالطبع تلك المبالغات تشعل الفتن وتتسبب فى إثارة الكوارث.
كما أن هناك حالة من عدم التوازن فى الموضوعات التى يقدمها الكثير من الصحف المصرية، فإذا كانت الجريدة متعاطفة مع الإسلاميين يكون مبرر الحادث الطائفى أن المسحيين هم السبب، والكنيسة دفعتهم لذلك.. الخ، أما إذا كانت منحازة للمسيحيين فيكون المبرر أن المسلمين هم السبب ويمنعون المسيحيين من أداء شعائرهم الدينية. ما يزعجنى حقا هو تحول الإثارة فى حد ذاتها إلى هدف للجرائد المصرية، وتوجد مغالاة فى تطبيق مبدأ «رجل عض كلب» هو هدف الصحف، فحتى لو المعلومات غير موثقة يتم نشرها.
بالتأكيد الصحفيون فى بلدنا مظلومون فى ظل سياسة حجب المعلومات التى تتبعها الدولة، لكنهم مطالبون أيضا ببذل جهد كاف للوصول إلى المعلومات الحقيقية، وليس «سلق» الأخبار. وأنا أدعو نقابة الصحفيين لعقد حملة واسعة لترقية الأداء المهنى، بالإضافة إلى عقد اجتماعات دورية واسعة مع رؤساء تحرير جميع الصحف لمناقشة طرق التغطية الصحفية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة