سيادة المستشار محمود الخضيرى:
أنا مواطن مصرى أعتقد أن فقراء مصر أولى بالتبرعات من أهل غزة، أو كما قال الشيخ يوسف البدرى فى العدد الماضى من «اليوم السابع» «اللى تعوزه الدويقة يحرم على غزة».. هل ستعتبرنى خائنا، أو صاحب ضمير ميت كما قلت فى مقالات وفى ندوات؟
وماذا ستفعل إذا وقفت أمامك متهما فى أى قضية، وأنت القاضى الجليل، هل ستحكم على بوجهة نظرك السياسية الحادة والعنيفة، وأنت رئيس الحملة الشعبية لكسر الحصار عن غزة، أم ستحكم على بالقانون، وهل تستطيع، وأنت بشر مثلنا، أن تفرق بين الاثنين؟
لا أظن يا سيادة المستشار، وحتى لا تفهمنى خطأ أو تتهمنى بالخيانة، كما اتهمت غيرى فى تصريحاتك، فأنا ضد الحكومة المصرية التى تمنع قوافل الإغاثة، وضد ما تفعله الشرطة، فمن يريد أن يتبرع فهو حر، ولكنى مختلف مع سيادتكم فى ترتيب الأولويات.
ربما يمكننى تفهم، وليس الموافقة على محاولة أحزاب وتيارات سياسية، ومنهم جماعة الإخوان كسر الحصار، بعشرات الوقفات الاحتجاجية والمؤتمرات الجماهيرية والصحفية، ولكنه فى النهاية نشاط سياسى مباشر، رغم خلافى معه، إلا أننى أحترمه، ولكن لا أظن أنه يجب أن يكون نشاطك.
ثم إننى يا سيادة المستشار مندهش ألا تهتم هذه القوى ولو قليلا بأهل الدويقة أو أهل أى حى عشوائى فقير، فتقسم التبرعات بين هنا وهناك، فإذا كان الفقراء يموتون فى غزة بسبب نقص الطعام والأدوية والطاقة وغيرها، فهناك من يموتون هنا فى مصر لأنهم لا يستطيعون شراء أى من هذه الاحتياجات الأساسية.
صحيح أن السلطة الحاكمة هنا هى المسئولة، كما تقول يا سيادة المستشار، ولكن هناك أيضاً حماس هى المسئولة، فلماذا تتجاهل ذلك، أليس دورها أن تفعل المستحيل من أجل أهلنا فى غزة؟ أظنها هى المسئولة أولا، وإذا لم تقتنع برأيى، فاسمح لى أن أقول لك أن السبب الأول لما تفعله هو تأييدك للموقف الأيديولوجى والسياسى لحماس وليس تعاطفا مع الفقراء هناك.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة